• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 27 يونيو 2014 على الساعة 10:53

الاتحاد الاشتراكي.. مرة أخرى

الاتحاد الاشتراكي.. مرة أخرى يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

من الحزب إلى الفريق النيابي هاهو الدور يأتي على النقابة، في كل مرة يخلق الاتحاد الاشتراكي الحدث، لكنه حدث بطعم التدمير الذاتي الذي يبدو أنه أصبح الرياضة المفضلة لما تبقى من القوات الشعبية.
في قضية الحزب، عاش الاتحاد الاشتراكي أسوأ لحظات خلافاته، في واجهة المبارزة التنظيمية كان الاتهام بالتدخل الخارجي في اختيار الكاتب الأول، وكان الاتهام بين الإخوة بالتزوير في انتخاب الأجهزة القيادية. وفي قضية الفريق النيابي، كانت تهمة التبعية للعدالة والتنمية أو معاداته وقوة المواجهة، والأسوأ هو ما يقع الآن في النقابة، في أقبح مراحل العمر الاتحادي، ها هم المناضلون ينتبادلون الاتهامات في مصير شيكين بنكيين بقيمة 180 مليون سنتيم.
في الميزان التنظيمي، فقد الحزب عددا كبيرا من أطره ورموزه التي اختارت التواري إلى الخلف عقب مؤتمره الوطني الأخير. وفي مجلس النواب، ما عاد الفريق النيابي الاتحادي كتلة منسجمة، والذراع النقابي يسير اليوم نحو نزيف جديد بعد نزيف الانشقاق عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والذي وضع الاتحاد خارج دائرة التأثير النقابي، لكن الضربة المعنوية لا تقل ألما، المناضلون الذين اقترن تاريخهم بالدفاع عن الأخلاق ومحاربة الفساد يقذفون بعضهم البعض بسوء التدبير المالي، ويلتجؤون لطلب تدخل قوات الأمن حتى لا تتحول الاتهامات إلى اقتتال أخوي.
ولست أدري أي عبقري ذاك الذي وضع لمداخلة إدريس لشكر في مجلس النواب هذا العنوان الحربي: «الفريق الاشتراكي يفجر أربع قنابل بمجلس النواب»، لكنه عنوان مفيد على كل حال في ما يوحي لنا به، لأن الأقرب إلي الصواب هو أن الاتحاد الاشتراكي يواصل تفجير القنابل في بيته الداخلي وليس في أي مكان آخر.
الاتحاد الاشتراكي اليوم نسخة باهتة من تاريخ وقيم القوات الشعبية، وهو تنظيم يعيش على وقع التمزق وتدبير الانقلابات، ويمارس معارضة مشبعة بالعنف اللفظي لكنها من دون مخالب، وبينما هو بصدد التآكل الذاتي، يفرغ الساحة للمحافظين والأصوليين…، وسيكون من باب المستحيلات أن نتوقع عودته يوما إلى الصفوف الانتخابية الأولي، وإلى طرح بديل حكومي اشتراكي تقدمي.
مؤسف ومؤلم في الآن نفسه أن يموت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كي يقتات على جتثه اتحاد آخر لا علاقة له لا بتاريخه الاشتراكي ولا بعمقه الشعبي..
أجل لقد مات الاتحاد حقا، ولاحول ولاقوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.