• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 22 أغسطس 2013 على الساعة 11:45

أسرار القناة القطرية.. الجزيرة صديق الشر (الحلقة 3 والأخيرة)

أسرار القناة القطرية.. الجزيرة صديق الشر (الحلقة 3 والأخيرة)

أسرار القناة القطرية.. الجزيرة صديق الشر (الحلقة 3 والأخيرة)

 

 

المختار الغزيوي

في هذا الجزء الثالث من حكاية قناة غير عادية على الإطلاق تسمى “الجزيرة” نقف عند الفكرة التي شكلت علاقة أمير قطر بالقناة، والتي جعلته يعطيها كل هذا الدعم، ويمنحها كل هاته القوة من أجل أن تصبح “قائدة التغيير” في المنطقة ككل. الرجل والحديث هنا عن الأمير القطري السابق، حمد والد تميم الأمير الحالي، لم يتحرك أبدا من منطلق عقدي أو إيديولوجي أو ماشابه. هو رجل يحب الدنيا ويحب ملذاتها، وأحلى لحظاته أمضاها في الجنوب الفرنسي وبالتحديد في كان في المطاعم الصغيرة التي لا يعرفه فيها أحد، حيث كان يحب الجلوس هو وموزة لوحدهما وطلب كل ما يتنازله السواح العابرون من تلك الأماكن.

الحكاية لها علاقة بقصة أثرت في الأمير حمد منذ كان طالبا في الأكاديمية العسكرية البريطانية، وكان يحس بألم شديد كلما مد جواز سفره في الحدود وسمع عبارة “قطر؟ أي توجد قطر؟”. قرر الأمير يوم أصبح المالك الفعلي لمقاليد الحكم في الإمارة أن يعرف العالم كله قطر، وأن لا يعود هذا السؤال للطرح أبدا، لذلك فعل المستحيل من أجل القفز على كل الفرص التي بدت له سانحة من أجل إشعاع إضافي لبلده, سواء كانت تلك الفرصة إقامة قواعد أمريكية قرب الدوحة مثلما اقترح هو شخصيا على الولايات المتحدة عقب قرار إجلاء قواعدها من السعودية، أو تعلق الأمر بتنظيم مسابقة لكأس العالم في بلد لا وجود فيه لكرة القدم إلا بشكل فولكلوري للغاية، مرورا طبعا باحتضان أكبر تلفزيون في الشرق الأوسط يتولى ترديد العبارة التي يقول المقربون من حمد إنها تشكل قمة النشوة بالنسبة إليه “استوديوهات قناة الجزيرة من الدوحة في قطر”.

في كتاب “قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا”، يطرح مؤلفان فرنسيان غاصا لمدة طويلة في العوالم القطرية، والتقيا بعدد كبير من صناع القرار في العالم ممن جالسوا الأمير أو القيادة القطرية ككل، سؤال قناة الجزيرة باعتباره مندرجا في إطار عملية التغيير التي رعتها امريكا منذ 15 سنة، ويستدلان على المسألة بمعلومة بسيطة للغاية: المستشار الأول للمشروع الخاص بالجزيرة بعد الأخوين فريدمان هو محمود جبريل. هذا الرجل سيصبح بعد مرور كل هذا الوقت أول رئيس للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. علاقات جبريل الأمريكية ليست وليدة الأمس وهي لسيت سرا بالنسبة لأي متتبع مبتدئ، وهو كان الرجل الذي لجا إليه الأمير القطري في بدايات الجزيرة من اجل تلافي النقد السعودي لها أن “حمد أنشأ قناة يهودية”. بسبب المستشارين الإثنين اليهودين الذين أطلقا القناة.

اليوم وبمناسبة النقاش الدائر حول مصر، وحول تغطية القناة لمصر يعود المتتبعون لأدائها إلى ما يقال عن عقدة النقص تجاه الشقيقة الكبرى التي تعاني بالمقابل من عقدة عكسية أي عقدة التفوق على كل العرب، ويقول العارفون بالشأن المصري في القناة إن القرضاوي ظل ومنذ لحظة الإطلاق الأولى الورقة المعدة للعب دور أكبر من دوره الحالي في بر المحروسة. من عاشروا مصريي القناة، ومن اقتربوا من أحمد منصور بالتحديد، وضمنهم مغاربة زملاء لنا، يتذكرون أن الرجل كان يتحدث عقب ثورة 25 يناير عن عودة للقرضاوي إلى ساحة التحرير في قلب القاهرة تشبه عودة الإمام الخميني ذات سنة 1979 إلى طهران.

يوسف الذي تعب من التجوال في العواصم العربية التي تلقمه دولارات بترولها من الجزائر التي لطالما بادلته الحب بحب أكبر منه إلى قطر التي منحته مسجدا قي قلب العاصمة ومنصب إفتاء غير معلن، ولقبا روحيا هو لقب مرشد الإمارة في انتظار لقب مرشد الجمهورية المصرية الإسلامية، أصبح يمني النفس أكثر فأكثر بالعودة إلى بلاده والحكم فيها ثم الموت على ترابها. بالنسبة له الأمر لم يكن يحتمل أي نقاش آخر: “أنا عائد لكي أحكم مصر من الآن فصاعدا”. الحكاية المصرية لم تسر في الطريق الذي رسمه القرضاوي و”الجزيرة”، لذلك يحتد الرجل اليوم وهو يطلب من المصريين الموت عوض التسليم للسيسي بالإجهاز على حلم رسمه منذ سنوات عديدة وتلقى ضمانات أمريكية قوية على أنه سائر في طريقه نحو التحقق.

تحكي طليقة الرجل أسماء بن قادة عن علاقته بأمريكا وإسرائيل الشيء الكثير، مما يمكن تصديق بعضه وتكذب البعض الآخر، لكنها تقول جملة أساسية لا بد من التأمل فيها بقليل من الذكاء من أجل فهم كل الأشياء “دليلي الأكبر على أن القرضاوي اشتغل دائما عميلا لأمريكا هو أنه لا يوجد على أي لائحة من لوائح الأشخاص غير المرغوب في زيارتهم للولايات المتحدة رغم كل الشعارات التي يرفعها علنا ضد الأمريكان”.

هل من دليل آخر على أنه ثمة وراء الأكمة ما وراءها بالفعل؟