• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 13 سبتمبر 2020 على الساعة 10:00

أبو حفص: يجب تنقية التراث الإسلامي… وهناك شيوخ ينشرون فكرا منتجا للتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي

أبو حفص: يجب تنقية التراث الإسلامي… وهناك شيوخ ينشرون فكرا منتجا للتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي

تحدث المفكر والباحث الإسلامي، محمد عبد الوهاب الرفيقي المعروف ب”أبو حفص”، على موضوع تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، واصفا الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها أول أمس الخميس (10 شتنبر)، في كل من مدن طنجة وتيفلت والصخيرات وتمارة، وأسفرت عن توقيف 5 متطرفين، من المعروفين بالذئاب المنفردة التي صارت تطبق نهجا جديدا لتنظيم الدولة الإسلامية داعش.

وفي هذا الحوار الخاص مع موقع “كيفاش” يتحدث الأستاذ أبو حفص، عن أوجه ملاحظاته حول الخلية الإرهابية وعن وجهات نظره لمكافحة الإرهاب والتطرف على المستوى الإيديولوجي.

ما رأيك في التوقيت الذي ظهرت فيه هذه الخلايا؟

هذا التوقيت مهم جدا، حسب رأيي فإن أعضاء هذه الخلية اعتقدوا أن تركيز السلطات العمومية على مواجهة فيروس كورونا المستجد، وسهرهم على تطبيق الإجراءات اللازمة للحد من تفشي الوباء، سيضعف رقابة الجهاز الأمني على الخلايا الإرهابية.
أرى أنها محاولة لاستغلال انشغال الأمن، لكن والحمد لله الأمن واجه هؤلاء بحزم بشكل استباقي.

كان علم داعش من بين المحجوزات لدى أحد المتطرفين، في نظرك هل لازال التنظيم الإرهابي نشيطا كما في السابق؟

قبل الحديث عن نشاط التنظيم، يجب التنويه أن الحدث جاء بعد الهزائم الكبيرة التي شهدها تنظيم داعش، فيظهر أن وباء كورونا لم يكن له أي تأثير على هذا التنظيم.
والأخطر من ذلك، فالتنظيم لم يعد كما كان سابقا تحت تنظيم دولة ومتمركز في بقعة معينة، والواضح أنه غير استراتيجياته، وإنما صار يتعامل بما يسمى في أدبيات هذه التنظيمات بعمليات الذئاب المنفردة.
هذه العمليات تكون لأشخاص يحملون نفس الإيديولوجية متفرقين في مناطق مختلفة، ينفذون عمليات متفرقة بهدف إضعاف أنظمة ترفع لواء الحرب على داعش والفكر المتطرف.

بما أنك متابع لهذه الأحداث منذ سنوات، ما هي أوجه الاختلاف في هذه الخلية عن سابقاتها؟

الاستثناء من حيث خطورة العمليات التي كانت مرتقبة، فكما يلاحظ فلأول مرة يأتي في بيان المديرية العامة للأمن الوطني وصف “عمليات بالغة التعقيد”، وحتى المواد المحجوزة فهي خطيرة جدا والأدهى من ذلك أنها متوفرة بشكل كبير ومقننة في الأسواق.
استعمال قنينات الغاز في الأعمال الإرهابية خلف في فاجعة أركانة سنة 2017 عددا كبيرا من الضحايا، وكما لاحظنا فإن هذه الخلية كانت تتوفر على أكثر من ذلك من أحزمة ناسفة ونثرات أمنيوم، وهذا يدل على أننا كنا أمام كارثة لولا يقظة الأمن.

في عدد من مداخلاتك تتحدث عن تجفيف المنابع لمواجهة الإرهاب، ماذا تقصد بالضبط؟

أقصد بهذه العبارة هي القطيعة النهائية مع أي فكر متطرف ومنتج للإرهاب، ولا يجب أن يكون أي تسامح مع أي فكرة أو تطبيع مع هذا التطرف.
ولأوضح أكثر، أقصد العودة إلى كل الأصول الفكرية المنتجة لهذه الاديولوجية سواء داخل المناهج الدراسية والتعليمية، الطرق البيداغوجية المتبعة في التعليم، الخطاب الديني المسوق وتجفيفه من كل ما يمكن أن يزرع العداء أو الكراهية للآخر.

بناء على ما تقول، هل يجب تنقية التراث الإسلامي؟

فعلا هذا ما أقصد، يجب أن نربي الأجيال داخل المحاضن والأسر والمدارس وإعلام على قيم التسامح والتعايش مع الآخرين، وتقبل الاختلاف، وتربية المجتمع المدني على إشاعة هذه القيم داخل المجتمع.
أما على مستوى التراث، فيجب تنقية التراث الإسلامي من كل ما له علاقة بالتطرف والإرهاب، وربطه بسياقاته التاريخية والاجتماعية والاقتصادية.

لقد عملت الجهات المختصة على هذه التنقية، وتم تنقيح عدد من المقررات المدرسية، كما أن المساجد تخضع للرقابة، ألا ترى ذلك كافيا؟

لا أتحدث فقط عن المدارس والمساجد، بل يجب مراقبة كل ما له علاقة بالخطاب الديني، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي كذلك.
هناك الكثير من الشيوخ على وسائل التواصل يسوقون لخطابات منتجة للتطرف.
يجب التبني وبشكل رسمي كل القيم التي تربي على التعايش والتنوع والتعدد، وقبول الآخر وتقبل الاختلاف، وإشاعة هذه الثقافة داخل المجتمع.
ولا شك أن الدولة قادرة بحكم امتلاكها جميع الأدوات والسبل متوسطة أو بعيدة المدى لتجفيف منابع الإرهاب.
هدفنا هو أن نصنع جيل جديد يحقق قطيعة كاملة مع التطرف والإرهاب، فلا يعقل أن نستمر كمجتمع في إنتاج هذا الفكر، ثم ننتظر المقاربة الأمنية لتحل هذه المعضلة.