• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 13 فبراير 2014 على الساعة 12:07

أبو حفص في نص مثير عن عيد الحب: تبا لكم أيها المتزوجون… إرحموا عازب قوم ذل

أبو حفص في نص مثير عن عيد الحب: تبا لكم أيها المتزوجون… إرحموا عازب قوم ذل

 أبو حفص في نص مثير عن عيد الحب: تبا لكم أيها المتزوجون... إرحموا عازب قوم ذل

 

بقلم: عبد الوهاب رفيقي أبو حفص

المقال منشور على صفحته على الفايس بوك

 

إرحموا عازب قوم ذل

 

ليس من عادتي الانشغال بالسان فالنتاين أو تخصيصه بالكتابة عن الحب و العاطفيات، رغم اهتمامي بهذا الموضوع من كل زواياه و إشكالياته وتجلياته، لكنني في هذه المناسبة قررت الحديث…. لما رأيت من الاستكبار والظلم الذي يمارسه معاشر المتزوجين على العزاب المساكين…. لما رأيت من القهر الذي يمارسه من من الله عليه بهذه النعمة على المستضعفين و المحرومين…. لما لحظته من الطغيان الذي ينتشي به من رزقه الله من يحب…..

فلذلك قررت المشاركة في هذه المناسبة بهذه الرسالة إلى زملائي من المتزوجين… وإن كانت هذه الزمالة لن تمنعني من قول كلمة الحق و الصدع بها في وجوه الجائرين و الظلمة….. فأقول و بالله التوفيق:

اتقوا الله أيها المتزوجون في عزابكم…. ارحموا ضعفهم… ارحموا حرمانهم… ارحموا قهرهم…. لا تحدثوهم حديث الزواج… ولا تكسروا خواطرهم بالحديث عن حبكم ومحبوبكم…. لا تحملوا قلوبهم الضعيفة ما لا تطيق بذلك الإسهال الذي يصيبكم وأنتم تحدثونا عن مشاعركم وعواطفكم تجاه أزواجكم….شيئا من المراعاة لمن حرمه الله ورزقكم… وأعطاكم ومنعهم…..

ما أقسى قلوبكم وما أغلظها…. ألا تستحضرون وأنتم تأوون إلى فرشكم وتحتضنون أزواجكم وتنعمون بدفئهم.. حالة ذلك العازب المقهور الذي لا يجد إلا وسادة يعانقها وتعانقه… أو تلك العازبة المقهورة التي اتخذت من (نونوسها) مؤنسا تكذب المسكينة على نفسها وتسميه أجمل الأسماء كأنه من لحم ودم……

ألا تتذكر حالهم البئيس حين يهاجمك كابوس ليلي يفزعك في نومك… فتفتح عينك فتجد بقربك من يزملك ويدثرك…. وذلك المسكين والمسكينة لا يجدان إلا حائطا أسود يتفلان عليه ثلاث تفلات ويستعيذان بالله من الشيطان الرجيم…. ألهذا الحد ماتت قلوبكم….. أين ما فلقتم به رؤوسنا من أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى…. أليس المؤمن من يحب لأخيه ما يحب لنفسه… أعمت شهوة الزواج كل أبصاركم….

أين قلوبكم حين يدخل أحدكم بيته فيجد حبيبة تنتظره قد أكلها الشوق… تجملت له أفضل ما يكون التجمل… ولبست أجمل ما يكون من الثياب… وتعطرت بأفخم العطور… تسمعه أحلى الكلام… وتلاطفه جميل الملاطفة… وتعد له أشهى الطعام… وتهيئ له أحلى المفارش….. ويصير بين يديها زوجا وحبيبا وابنا وطفلا صغيرا….. هل تتذكر حينها ذلك المحروم حين يدخل غرفته الموحشة، بمنظرها الكئيب المثير للبكاء… وفراشها الذي لا يطوى إلا نادرا…. وأرضها التي أصابها الجفاف من قلة الماء…. وملابسها المبعثرة بين سراويل وأقمصة وجوارب بأعين وكل واحدة مع أختها بلونين مختلفين….. ويا لبؤس منظره حين يخرج سندويشه من ورقه الأبيض… ويهرق شيئا من الكاتشاب على ذلك الورق الكيميائي المسموم… ليبتلع سما في سم…. ثم يأوي إلى فراشه منكسر الخاطر مجروح الفؤاد…..

هل فكرتم يوما في حال ذلك المسكين وتلك المسكينة حين يغادر أحدهم إلى كليته أو عمله أو مدرسته أو أي غرض من أغراضه فيصادف أكواما من اللحوم المغرية… وأصنافا من الأشكال المثيرة… فتتحرك غريزته… ويضيع فكره… ولا يجد لذلك مخرجا ولا فرجا… وأنت قد فتح الله عليك بفتوحات من عنده… ومن عليك بمنن منه…

بل ما أسوأ حاله وحالتها… حين يحب أن يتنسم هواء بحريا أو بريا…. فيجد أمامه طوابير من العشاق يتمازحون و يتلاعبون…. دع عنك ما لا يمكن ذكره ولا الإفصاح عنه…. وأفضلهم حالا ذلك الذي اصطحب زوجته ووضع يده في يدها… بكل غنج ودلال…. أليس فيكم ذرة رحمة؟

ألا تتذكرون حين تنشرون صوركم مع أبنائكم حال ذلك المحروم من سماع كلمة بنوة.. أو تلك التي تموت شوقا للحظة أمومة.. فلا تجد ما تواسي به نفسها إلا صور الرضع والصبية تملأ بها جدارها الأزرق… ما أجمله من ملاك… ويتي ويتي تيحمق…. ألا تنزعج ضمائركم؟

ما هذه الاستفزازات على حيطانكم الزرقاء…. هذا يعلن على جداره أنه يذوب عشقا في زوجته… وهي مزهوة بإعلانه ترد عليه بتعليق أشبه بالمقال… تعلن حبها وعشقها وتيتمها… وتحت ذلك سيل من التعليقات: بارك الله لكما…. أسعدكما الله…. بالرفاء والبنين…. وهي ترد على كل تعليق تعليق على غير عادتها: شكرا لك اختي… شكرا لك اخي… شكرا حبيبتي لا حرمك الله…. وأحيانا ليس لها من غرض ألا أن تموت عدواتها حسرة وكمدا….

وتلك وضعت صورة يدين مع خاتمين وقد غيرت حالتها من (سيليباتير) إلى (أون كوبل)…. أو من (أون كوبل) إلى (فيانسي)…. ويوم تنشر أنها (ماريي) فذلك يوم الجمع الأكبر…. جحافل من الكومنتيرات و اللايكات والبوكات ( إلى الآن لم أفهم ما معنى فلان نكزك، poke you)

والأخر بحث في غوغل عن أجمل صورة للورد أو الشكولاتة فنشرها هدية لزوجته مع أبيات يتغزل بها وقد وضع اسمها في منشوره… ويا ليته اكتفى بذلك… بل شارك معه في منشوره كوكبة من العزاب يستيقظون صباحت فيجدونها على حوائطهم وهم من ليس لهمن يهاديهم ويكاتبهم… اش هاذ الحكرة يا لطيف..

رجاء أيها المتزوجون… لا تكثروا من أحاديث الزواج بين العزاب… لا تسردوا عليهم حديث جابر: فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك… وتضاحكها وتضاحكك…. (ولن أذكر زيادة الطبراني)…. فليس له ولا لها ملاعب ولا مضاحك… فقط هم وغم وحسرة وضياع وحرمان…. ولا حديث (عليكم بالأبكار….) وهو لم يجد حتى ثيبا في آخر عمرها…..

أيها المتزوجون: أدوا زكاة نعمة الله عليكم…. كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم…. زوجوا شبابكم… أعينوهم على إحصان أنفسهم… وضبط غرائزهم… لا يحتاجون منكم مواعظ ولا أوامر بغض البصر وإحصان الفرج…. خففوا عنهم تكاليف الزواج… ساهموا بأموالكم في إعانتهم عليه… إرفعوا شروطكم المجحفة حين يطلبون بناتكم…. ساعدوهم على تدبير مساكنهم ومعايشهم ما استطعتم… لا تكونوا عقبة في طريقهم….

ارحموا عشق العاشقين… و حب المحبين.. فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح…. راعوا قلوبهم وغرائزهم وحاجاتهم الطبيعية…. ارحموا ضعفهم وقهرهم…. والذي نفسي بيده.. للجمع بين المتحابين أفضل عند الله وأعظم أجرا من كثير من اقربات التي تتقربون بها لربكم…

أما من يبحث عن الثانية والثالثة و الرابعة فماذا أقول له وكيف أخاطبه…. (مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى…). أكمل الحديث…. عزابكم لم يبيتون على فرشهم يتجرعون المر وأنتم تبحثون عن ثانية وثالثة…. أفلا كان ذلك المال في الجمع بين عاشقين ولم شمل محبين…..

خلاصة الكلام: تبا لكم أيها المتزوجون ثم تبا…. تعرفون نعمة الله ثم تنكرونها….. إرحموا عازب قوم ذل…