• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 05 سبتمبر 2012 على الساعة 14:55

واش بعبعتيني ولا لا؟

واش بعبعتيني ولا لا؟
محمد محلا[email protected]

بعد شهر من اليوم، ستسقط حكومة بنكيران من صفحات الجرائد، ولن يجد السي رئيس الحكومة من يسمعه ومن يتتبع أخباره ويستمتع بنكته وبطرائفه التي لم تعد تضحك أحدا. سيتناسى الكل خرجاته في البرلمان وأزمة حزبه مع وزارة الداخلية، ولن يعود لتماسيحه وعفاريتيه معجبين. إنها نهاية بنكيران ونهاية أسطورة.. فهمتيني ولا لا.

بعد شهر من اليوم ستصير المعارضة يتيمة، ستصرخ بأعلى صوتها وما غادي يديها فيها حد، ففي ذلك الوقت لن تزر وازرة وزر أخرى، كلها كينادي راسي يا راسي. سيصيح خيرات كما أراد، وسيعربد وهبي ويوجه اتهاماته ديال ديما للرميد، وسيخرج مزوار من عرينه، لا نسيت من صمته، يشرح ويبرر، وحتى حد ما غادي يسمع. ولن نهتم بمصير التقارير السوداء عن السجون ومكتب التسويق ومصير دفاتر التحملات ديال الخلفي.

بعد شهر لن نسمع عن الأزمة الاقتصادية، إذ الكل سيصير من ذوي المال، وحتى اللي ما عندوش غادي يعطيوه الفلوس على قد جهدو، وكل شي غادي يشبع ويقول للراس غني. المغاربة في ذلك اليوم لن يستمروا في حساب كريديات رمضان والعطلة والدخول المدرسي، وبالخصوص هاد الدخول المدرسي اللي دار كرون، ولن يتذكروا أن محفظة ابنهم أثقل من القفة، وأن مصاريف التمدرس شر لا بد منه، ليصير ابنهم في المستقبل شابا عاطلا يحتج أمام البرلمان ويقتحم مقر الحزب الحاكم.

بعد شهر لن يكون لحركة 20 فبراير وجود، ولن يبالي المغاربة بصياحهم، واحتجاجاتهم، وانتقاداتهم. سيحتفظ بهم في فايس بوك، صفحات عليها صور معتقلون أهملوا في السجون لن يجدوا من يتذكر معاناتهم ومعاناة أسرهم.

بعد شهر لن تجدوا الوقت لقراءة ما سنكتب، ولا لما سيكتب على المواقع وصفحات الجرائد، سنبقى هنا نحدث أنفسنا ونبحث عن أخبار لن تهمهكم في شيء، لأنكم ببساطة ستبحثون عن خبر واحد، وستطرحون سؤالا واحدا، السؤال التاريخي اللي هو: وبشحال الحولييييييي؟.

الحولي قاهر السياسة وقاهر بنكيران، وقاهر الأزمة الاقتصادية العالمية، ومقاوم ثقل مصاريف رمضان والعطلة والدخول المدرسي والكريدي، الحولي الذي يفوق تبعبيعه تحياح الفبرايريين، وأنين السجناء، وطول أعمدة وأخبار الصحافيين. الحولي اللي كيبيَّع الأسر المغربية حوايجهم من أجل كيلو ديال اللحم وسط بطانة، ويخلصو كريدي ديالو في 12 شهرا.

فالواقع المرير يظهر كل سنة أن الشعب يهمه العيد الأضحى أكثر من مستقبله وسياسيته وواقعه الاجتماعي والاقتصادي، وحتى العاطفي والديني، المهم القطبان والتقلية والراس مبخر، والكسكسو ليلة العيد، والهيضورة ينتفوها ويديروها في المخاد، والجلد يصوبو بيه الطعارج والبنادر لعيشورة، وها هوما واكلين وناشطين وضاربين الطر للواقع.

الحولي اللي غادي يسولهم سؤال يتيم قبل موته (حيت غادي يرتاح ويخليهم في المأساة) وهو يضحك على خيبتهم: واش بعبعتيني ولا لا؟