انتقدت النقابة الوطنية للبترول والغاز العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تحرير الحكومة في عهد رئيسها الأسبق عبد الإله ابن كيران سوق المحروقات في المغرب، مبرزة أن “ذلك فاقم الأزمة التي يمر منها المغرب اليوم فيما يتعلق بالمحروقات”.
التحرير وغياب المنافسة
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن “أزمة المحروقات راجعة بالأساس لقرار التحرير اللي خدا ابن كيران في نهاية 2015 بدون وضع ضوابط المنافسة اللي كيتكلم عليها مجلس المنافسة في التقارير ديالو”.
وأبرز اليماني، أن “الطرح الذي يدافع عن تحرير سوق المحروقات بحجة أن الدعم يدخل في إطار الريع وتستفيد منه فئات غنية، هو كلام شعبوي لا يمت للواقع بصلة، ذلك أن رفع الدعم عن المحروقات تضررت منه الفئات الأكثر هشاشة وأدت الطبقة المتوسطة ضريبته”.
وزاد المتحدث، في السياق ذاته، أن ” منطق دعم المحروقات يذهب للأغنياء هو محاولة شعبوية لاستمالة عامة الشعب، وتحرير المحروقات انعكس بشكل سلبي حاد على الطبقة الفقيرة… إلا كان هاد الشي ديال المقاصة حيدناه باش ندعمو التنمية يقولينا فيناهيا في التعليم والصحة والشغل”.
ابن كيران: مع الأسف ما لغيتش الدعم كامل!
وفي وقت يرى فيه المحللون والخبراء الاقتصاديون أن حكومة عبد الإله ابن كيران، أساءت التقدير في إخضاع قطاع المحروقات في المغرب للتحرير الكامل سنة 2015، بدى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية غير آسف على ذلك بل أكد نيته إلغاء الدعم الكامل على المحروقات خلال ترؤسه للحكومة.
وشدد عبد الإله ابن كيران، خلال الندوة التي عقدها حزبه أمس الأربعاء (28 شتنبر) للرد على ما اعتبرها “إدعاءات رئيس الحكومة عزيز أخنوش”، نيته خلال ولايته الحكومية، رفع الدعم الكامل عن المحروقات، قائلا: “شحال شتمو فينا في القضية ديال على إلغاء الدعم المحروقات ومع الأسف ما لغيتوش كامل”.
وتابع المتحدث، في السياق ذاته: “أنا كنت باغي نلغيه كامل لأنني تأكدت أنه طريقة لتسرب أموال الدولة في غير وجه حق وما كيمشيش للمستحقين”.
كون ما كانش التحرير
وتوقعت النقابة الوطنية للبترول والغاز العضو في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، سيناريوهات لوضعية سوق المحروقات في المغرب لو لم تحرر حكومة ابن كيران الأسعار.
وأبرزت النقابة، قي بلاغ توصل به موقع “كيفاش”، أنه “بناء على متوسط صرف الدولار في النصف الأخير من شهر شتنبر 2022 وعلى متوسط سعر طن الغازوال والبنزين في السوق الدولية، فإن ثمن البيع للعموم حسب تركيبة الأسعار التي ألغتها حكومة بنكيران في نهاية 2015، سيكون في حدود 13.56 درهم للتر الغازوال و12.55 درهم للتر البنزين، ابتداء من فاتح أكتوبر 2022”.
وأوضح المصدر ذاته، أنه “من خلال مقارنة سعر لتر البترول الخام وسعر لتر الغازوال، يتأكد بأن هناك انفصال كبير بين السوقين، بفارق يقترب من 3 دراهم، مما يوضح بالجلاء المبين أهمية تكرير البترول في ضوء الأرباح المهمة التي يضمنها”.
ولفتت النقابة، إلى أن “استمرار تجميد المصفاة الوحيدة للمغرب يجعل المواطن المغربي ضحية لغلاء أسعار النفط الخام وارتفاع هوامش التكرير وازدياد الأرباح الفاحشة”، أمام ما اعتبره البلاغ “تنصل الحكومة من مسؤولياتها في حماية القدرة الشرائية لعموم المواطنين”.
