• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 17 سبتمبر 2012 على الساعة 11:43

مستشفى برشيد للأمراض العقلية.. العكر على…!! (صور صادمة)

مستشفى برشيد للأمراض العقلية.. العكر على…!! (صور صادمة)

 

كيفاش (عن الاحداث المغربية)

سحابة من الغبار الكثيف المتصاعد خلف أسوار مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية في برشيد، تثير فضول كل من اقترب من هذه البناية القديمة وتغريه بمحاولة الدخول لمعرفة ما يجري داخل هذه “القلعة”.

الدخول إلى المستشفى ليس بالأمر الصعب، فأسواره المنهارة تجعل المرء قادرا على الدخول من أية جهة تحلو له، ويمكن أن يتجول بكل حرية في أربع هكتارات، المهم هو عدم الاقتراب من إحدى البنايات. الاقتراب ممنوع وإذا ما اقترب الزائر فسيجد أمامه سربا من الأشخاص خرجوا بقدرة قادر من بناية صامدة رغم مرور الزمن يحيطونه من كل جانب يقطرونه بمجموعة من الأسئلة، مفادها “عندمن جاي راهنا كاينين غير لحماق”.

رغم أن أشعة الشمس كانت حارقة في ذلك اليوم، فإن العمال لم يتوقفوا عن إتمام أشغال الهدم ودك حطام البنايات التي بدأوا بهدمها منذ أيام قليلة.. “التراكس” يشتغل هنا وهناك، فقد تم هدم أجنحة متقادمة وآيلة للسقوط كانت تأوي إلى وقت قريب عددا من المرضى النفسيين المتخلى عنهم، حوالي 70 مريضا وتم “حشرهم” مع باقي المرضى وعددهم 78 مريضا في جناح لا يتسع حتى لـ 30 مريضا..

مطبخ المستشفى المتقادم لم ينج من “مخالب التراكس”، فقد تم هدم جزء كبير منه في انتظار هدم الجزء المتبقي في نهاية اليوم كأن هؤلاء العمال يحاولون بذلك طمس معالم هذا المطبخ وغيره من البنايات التي هدمت ودكت على وجه السرعة.

حتى الجناج الذي تكدس به النزلاء والذي يعطي من شكله الخارجي انطباعا على أنه حديث البناء، فإن جدران غرفه تآكلت بسبب “لبرودة” ورائحة “لغمولة” تعبق المكان وأسرته فهي مهترئة يعلوها الصدأ.

أما الظلام الدامس فهو سيد الموقف، فلكون هذه الغرف تفتقر للنوافذ فإن هذه الغرف تبدو مظلمة و بئيسة وتعم الأوساخ في كل مكان.. كأن المكلف بالتنظيف يخطئ على الأقل كل صباح الطريق إلى هاته الغرف. روائح نتنة تعبق المكان فيعرف المرء أنها قادمة من مراحيض المستشفى.. فمجاري هذه المراحيض غير سالكة لا تصرف ما يطرح فيها، حتى تلك السليمة فإنها تصرف مخلفاتها النتنة من خلال قناة تقذف ما لديها من أوساخ بجوار جناج المرضى.

أغلب نزلاء مستشفى الأمراض النفسية ببرشيد هم من المرضى المتخلى عنهم الذين يعانون من أمراض مزمنة ويقدر عددهم بسبعين نزيلا، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وتتوفر إمكانية الاستشفاء، وبالتالي الخروج من بين جدران المستشفى في يوم من الأيام وعددهم يصل إلى 49 نزيلا، إضافة إلى 49 متابعيين قضائيا، الشيء الذي يجمع بين الجميع الإهمال، فملابسهم رثة ومتسخة وأغلبهم لا يتردون أحذية بعضهم يلقون بأجسادهم المتهالكة على أسرة فقيرة والبعض الآخر يتخذ من الإسفلت أسرة خاصة.

أسوار المستشفى المنهارة أصبحت مصدر خطر يقلق راحة سكان الأحياء المجاورة له، حيث تحولت بناياته إلى وكر لتجارة جميع أنواع المخدرات، و كذا لفضاء لقضاء الليالي الحمراء واحتساء بعض كؤس الماحيا وعادة ما تنتهي هذه الليالي بمشاجرات حسب ما يحكي بعض سكان المنطقة المجاورة للمستشفى.

ممرض يقول معبرا بتذمر عن أوضاع المستشفى المتردية: “هل يعقل أن يكون هناك مستشفى يأوي 148 مريض ولا يملك سيارات إسعاف!!”. يبقى الأمل، حسب هذا الممرض، في بناء وتجهيز مستشفى الأمراض النفسية و العقلية متعدد الاختصاصات، والذي يأتي بشراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية لإقليم برشيد والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة ومؤسسة الحاج الطيبي الناصري للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والجماعة الحضرية لبرشيد. وسيتضمن مشروع هذا المستشفى المصالح التالية: مصلحة الأمراض النفسية العامة، مصلحة الاستشفاء المغلق، مصلحة الأمراض النفسية الخاصة بالأطفال، مصلحة معالجة الإدمان، مصلحة إدماج المريض والعلاج النفسي الوظيفي والفحص، مصلحة الأمراض النفسية الخاصة بفئة الشيوخ، مرافق إدارية، وأخيرا مرافق صحية.