بعدما حول مخيمات تندوف إلى مرتع حقيقي للإرهابيين وبؤرة لتجنيد المتطرفين، اهتدى نظام العسكر في الجزائر إلى جعل حدوده ملاذا للمرتزقة والإرهابيين، مهددا أمن جواره الإقليمي.
تورط الجزائر
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد الطيار، الخبير الأمني، ورئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، إن “المنطقة التي كانت تخطط الخلية الإرهابية المفككة لاستعمالها كقاعدة انطلاق وعمل، تتواجد قرب الحدود الشرقية المغربية، مما يعزز طرح تورط المخابرات العسكرية الجزائرية في الأمر وهي التي ثيت وقوفها وراء العديد من المشاريع الإرهابية والتخريبية التي تستهدف زعزعة استقرار المغرب”.
ويرى الطيار، أن “اختيار هذه المنطقة الحدودية كقاعدة لوجيستيكية للخليلة الإرهابية المفككة لم يأتي صدفة، بل كان وراءه أيضا هدف الاعتماد على الدعم اللوجيستي القادم من الجزائر من الأسلحة والذخيرة ومواد أخرى، وقاعدة خلفية في حالة نجاح عناصر الخلية في تعزيز صفوفها وتوسيع نشاطها”.
خطر إرهاب الساحل
وشدد المتحدث ذاته، على أن “الأسلحة والذخيرة التي تم ضبطها، على إثر توقيف الخلية الإرهابية، تؤكد أن التحقيقات الأولية أسفرت منذ البداية عن تطورات خطيرة توضح بجلاء الخطر الإرهابي الوشيك الذي كان يتهدد المملكة”.
وأبرز الخبير الأمني، أن “الموقع الذي تم العثور فيه على الأسلحة والذخيرة، وأوراق الجرائد الصادرة في دولة مالي في زمن غير بعيد، المستعملة كملفوفات لبعض الأسلحة، يعطي أيضا دليلا واضحا على حجم المخاطر والتهديدات المحدقة بالأمن القومي المغربي، والتي مصدرها منطقة الساحل الإفريقي”.
أسلحة وذخيرة
هذا ومكنت الأبحاث والتحريات التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في إطار البحث الجاري على خلفية تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش بمنطقة الساحل، من رصد معلومات ميدانية معززة بمعطيات تقنية حول وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء هذه الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وذكر بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أن الخبرة التقنية وعملية تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية المنجزة باستخدام الإحداثيات والمعطيات الجغرافية المحجوزة في إطار البحث أسفرتا عن تحديد المنطقة المشكوك فيها بإقليم الرشيدية، وتحديدا بالضفة الشرقية “لواد گير” بـ “تل مزيل”، جماعة وقيادة “واد النعام” بمنطقة بودنيب على الحدود الشرقية للمملكة.