• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 24 أكتوبر 2013 على الساعة 13:27

مخزنيون إلى أن تثبت براءتنا!!

مخزنيون إلى أن تثبت براءتنا!! رضوان الرمضاني [email protected]
رضوان الرمضاني ramdanijournaliste@yahoo.fr
رضوان الرمضاني [email protected]

كل الآخرين على خطأ. وحدهم يدركون كل شيء. هُم الصواب. أكثر من الصواب. حتى أن الحقيقة تطلب منهم الإذن قبل أن تتجرأ وتدعي أنها الحقيقة.

أما نحن، وقد يبدو لهم أننا لسنا معهم ولسنا منهم، فإننا أغبياء، خنوعون، فاسدون، بيادقة، أبواق، بني وي وي، إمعة.

لا فكرة لنا. لا مبدأ. لا نستحق الاحترام. لا نهتم إلا بالأرصدة. بالسيارات. بربطات العنق. بالشقق. نحن معيشيون فقط. خبزيون. حائطيون. لا نستحق الاحترام. لا نقوى على الصراع. لا نجرأ على قول لا. نحب نعم. مجبرون على نعم. ببغاوات لا أقل ولا أكثر. ذليلون. متاجرون بالحرية. وبهموم الشعب. نبيع الماتش قبل أن يبدأ. نحن فرامل الديمقراطية والتحرر. مجرد مغاربة من الماضي. وهم المسقبل. المشرق. الجميل. الوردي. الزاهر. نحن ناكرو جميل لأننا لا نعترف لهم بالريادة. نحن القاصرون. وهم أولياؤنا. نحن التائهون. وهم الراشدون العارفون بمصلحتنا. نحن نحن، وهم هم…

هم الأصل الطري، ونحن الفروع الجافة. نحن الصغار الصغار وهم الكبار الكبار. هم منظرو الديمقراطية. هم الديمقراطية. لا، لا، لا، لا، الديمقراطية هي الأخرى تبايعهم. هم صناعها. حقوق الإنسان أيضا. ظهروا قبل أن تظهر. هم الحرية. هم العهود الدولية. هم المبدأ. هم الفكرة. هم الأبطال. هم المغرب. ونحن مجرد زوار. وشهود زور. متهمون. حفنة من الرعاع. لا نستحق هذا الوطن.

وحدهم يفهمون معنى حقوق الإنسان. وحدهم يعرفون معنى الحرية. وحدهم يقدرون معنى النضال. وحدهم يضحون من أجلنا. وحدهم يغامرون من أجلنا. بحياتهم. برزقهم. بعائلاتهم. بفحولتهم. ورغم كل هذه التضحيات لا نقدر ما يفعلون لسواد عيوننا. يا لغبائنا. يا لجحودنا. كم نحن سيئون. نحن أبواق المخزن.

هم دوما على عجل. لا يحبون التريث. والنسبية كلمة هجينة. ما معنى النسبية؟ لا شيء. إنها كلمة دخيلة على الحرية. إنها أسلوب العاجزين.

هم يريدون كل شيء لنا في أقرب وقت. يريدون لنا الخبز والحرية. أما نحن، الأبواق الرعاع الخنوعون الذليلون المبيوعون البياعون، فليس من حقنا أن نتبنى التمهل. والتدرج. العجلة ليست من الندامة. عفوا… العجلة ليست من الندامة.

علينا أن نصدق هذا كله. وإن قلنا، تصريحا أو تلميحا، خوفا منهم، أو تفاديا لهم، إننا نشك، قالوا: هكذا أنتم أبواق المخزن. هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. يسلطونكم علينا. تتكلمون بالمقابل. كأنما جربوا أن هناك من يكتب بالمقابل. هم أدرى. يقولون أنتم الجبناء. أنتم الرخيصون. المأجورون. لا تعرفون مصلحتكم. نحن هنا، وهناك، نضحي من أجلكم. نجلد من أجلكم. نموت من أجلكم. (لا) ننام من أجلكم. ونسافر في الطائرات من أجلكم. اشكرونا. ولا تتأخروا.

هم، لشدة حبهم لنا، لا يريدون لنا أن نكون ديمقراطيين بـ”بلاكة ديال التسعين”. لا يكفيهم أن نسير على مهل. لا يؤمنون بأن البدايات تكون متعثرة. إنهم مستعجلون. يريدون ديمقراطية “كسيري”.

ههههههه لا أصدق. لا أصدق. لا أصدق. زمن الأنبياء انتهى. المناضلون لا يمنون. رحم الله إدريس بنزكري. رحم الله أمثاله. آآآه، هو أيضا من أبواق المخزن.

عذرا، أنا لا أشم رائحة الصدق في هذا كله. هناك شيء ما. في الخفاء. هناك الكثير من الضباب. هم أدرى به. هم كانوا في “حلبة الأصدقاء”. هل استأذنتمونا حينها؟ لا، لا، لا. آآآه، انتبهم، بعد وقت طويل، إلى أنكم أخطأتم التقدير حينها؟ والآن تريدوننا معكم؟ لا، لا، لا، اتركوا لنا الفرصة لنخطأ نحن أيضا.

حدقوا، مثلما شئتم، في الجزء الفارغ من الكأس. عيونكم لا ترى غيره. حقكم. اتركوا لنا الحق في أن نكتفي بالجزء الممتلئ. كفوا عن احتقارنا. ديكتاتوريتكم النضالية صارت تشعرنا بالقرف.

تحدثوا بأسمائكم. صفوا حساباتكم بعيدا عنا. لا نريد منكم تضحية. ولا تنتظروا منا جزاء ولا شكورا.