• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 31 مايو 2016 على الساعة 17:05

محمد عبد العزيز في تندوف ووالده في بني ملال و4 عقود من الفراق.. انفصال حتى الموت!!

محمد عبد العزيز في تندوف ووالده في بني ملال و4 عقود من الفراق.. انفصال حتى الموت!!

sqfgfs

فرح الباز

قبل أن يحقق أمنية والده في العودة إلى مسقط رأسه المغرب، توفي، اليوم الثلاثاء (31 ماي)، في الجزائر العاصمة، محمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو.
وفي خطاب للملك الراحل الحسن الثاني في مدينة مراكش، سنة 1987، قال إن زعيم جبهة البوليساريو ما هو إلا مغربي يتحدر من الجنوب المغربي، وأن والده يقطن قرب مراكش.
الملك الحسن الثاني كان يقصد الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي، الذي يقطن في مدينة بني ملال، والذي لم يتوان يوما عن توجيه نداءات متكررة إلى ابنه مناشدا إياه العودة إلى المغرب.
محمد البشير الركيبي قال، في حوار صحافي أجرته معه جريدة “الشرق الأوسط”، في نونبر سنة 2005، “أريد منه أن يأتي عندي إلى المغرب لأراه، لقد طال أمد الفراق، ولم أعد أقوى على فعل أي شيء، أتمنى أن يرجع إلى المغرب، أرضه ووطنه ووطن أجداده، وأنا متيقن أن تربيتي له لن تذهب سدى، فهو مغربي، وأريد لقياه، قبل أن أرحل إلى دار البقاء”.
ولم يخف الوالد لهفته على ابنه قائلا: “تنتابني رغبة في احتضانه، والربت على كتفيه، مرت ما يزيد عن 30 سنة من الفراق. لم نلتق، وفي ذات اللحظة يتملكني شعور وإحساس جميل بالأبوة، ورغبة في صلة الرحم، وحب الأب لابنه، وطاعة الابن لوالده، وللقيم التي تضبط السير العادي لأي أسرة، لكن أيضا حينما أراه في شاشات التلفزيون أحسن بنوع من النفور تجاهه”.
وأكد الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي، في الحوار ذاته، أنه لا يتصل مع ابنه بأية طريقة، وأن حبل التواصل بينهما انقطع منذ ما يزيد عن 30 سنة، وقال، متذكرا فترة دراسة ابنه في مدينة الرباط، “كنت أعمل وأكد لأرسل له المال حتى يتابع دراسته في مدينة الرباط، وكنت أعتقد أنه يثابر من أجل التحصيل المعرفي، لكني فوجئت به يغادر الرباط في اتجاه العاصمة الجزائر”.
وفي حوار أخر مع موقع “إيلاف”، سنة 2004، قال الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي إن آخر مرة التقى فيه ابنه كانت سنة 1972، مشيرا إلى أنه “عندما قرر الالتحاق بجبهة البوليساريو لم يخبره بقراره.
وعن تولي ابنه رئاسة الجمهورية الوهمية، قال الوالد: “كنت أسمع ذلك عن طريق الإذاعات، لكن لم يتأكد لي الأمر إلا عندما سمعت الملك الحسن الثاني رحمه الله في خطابه الذي ألقاه عام 1987، وقال فيه إن والد محمد عبد العزيز المراكشي يعيش في منطقة قصبة تادلة، وقبل ذلك لم أكن أعرف إن كان ابني ما زال على قيد الحياة أم لا”.
الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي أكد، في جميع حواراته، أن موقفه من نزاع الصحراء هو نفسه موقف المغرب الذي يدعو إلى منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعا في إطار السيادة المغربية.
وعندما سأل عن من سيحظى بصوته في حال نظم الاستفتاء في المنطقة، قال: “سأصوت حتما للبلد الذي أنتمي إليه، لن أصوت إلا على بلدي المغرب، وبالنسبة لنا هناك أمران لا نقاش حولهما، الأمر الأول هو الجهاد، فعندما ندعى إلى الجهاد فلا شيء يقف دوننا والجهاد، والأمر الثاني هو الملكية التي لن تجد منا من يبخل بأغلى ما عنده من اجل صونها. لقد كان هذا ديدننا ومازلنا عليه”.
ويضيف الركيبي: “أهل الصحراء معروفون، ولا أحد يشكك في انتمائهم لهذه الأرض الطاهرة، ولا حق للجزائر أن تتدخل في قضية الصحراء، ورأيي سيكون مع رأي العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو رأي يقول بمنح السكان حكما ذاتيا لتسيير شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية، وبذلك تظل لحمة أخوة المؤمنين قائمة، أما تشتيت الناس فلن يفيد في شيء، بل سيزيد من تأزيم حالات الإنسان النفسية”.
وعن ما سيقوله لابنه عندما يلتقيه، قال الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي: “سأستمع إلى ما سيقوله وسأرد عليه، فلن أقول له أي شيء قبل أن أستمع إلى ما سيقوله وسأجيبه على كل ما سيقوله بما يدحضه”. وشاءت الأقدار أن يرحل محمد عبد العزيز المراكشي دون أن يتم اللقاء.