بدأ كل شيء بتغريدة على تويتر نشرتها السفيرة الفرنسي في الرباط، يوم الجمعة الماضي (5 يونيو)، شكرت فيها هيلين لوكال، شكيب بنموسى، رئيس لجنة النموذج التنموي، على تقديمه لمحة عن اللجنة الخاصة التي يرأسها، وأكدت عبرها الدبلوماسية الفرنسية أن “الآفاق جيدة للغاية لاتفاق اقتصادي جديد”.
ولم تكن السفيرة الفرنسية في الرباط تتصور أن الكلمات القليلة التي نشرتها ستثير كل هذه الضجة على الشبكات الاجتماعية.
وبعد خمس ساعات من نشر تغريدتها، يأتي أول رد فعل، تحدث أصحابه عن أن رئيس لجنة النموذج التنموي “سلم تقرير اللجنة، التي لم يتم تبنيها بعد، إلى أطراف أجنبية”، وكان من بين مروجي هذا الطرح أعضاء من جماعة العدل والإحسان المحظورة، وعلى رأسهم حسن بناجح، وعمر إحرشان، وتحدثا عن “تنقيص وإذلال للمغاربة” لتجذب تدويناتهم الملتهبة آخري.
ولصب مزيد من الزيت على النار، كتب إحد المغردين على تويتر، انتشر هاشتاغ “#إقالة_شكيب_بنموسى”، لتتوالي التغريدات التي حملت نفس الوسم على الفضاء الأزرق، وتوالت الاحتجاجات والسخط والإهانات.
وفي المقابل حاولت بعض التدوينات المنشورة باللغة الفرنسية أن تشرح أنه لم يكن هناك أي سؤال عن خطة أو مشروع في تغريدة هيلين لوكال، ولكن دون جدوى، ليتم شن حملة واسعة ضد بنموسى.
ولمحاولة تهدئة الوضع، نشر حساب لجنة النموذج التنموي، يوم الجمعة (8 يونيو)، على الساعة 8:19 مساءً، تغريدة يؤكد فيها أن حديثا مماثلا جمع بنموسى مع سفراء آخرين، كسفير بريطانيا والولابات المتحدة، وفقا لما أكده مصدر من لجنة النموذج التنموي لموقع “لوبسيرفاتور”.
وقال المصدر ذاته إنه فوجئ بردود الفعل على الاجتماع الأخير لرئيس مع السفيرة الفرنسية، مضيفا أنه “لم يكن في أي من هذه الاجتماعات سؤال حول تقرير عن مشروع نموذج التنمية”.
ويذكر أنه إلى حدود اللحظة لا يوجد أي تقرير ولم تنتهي اللجنة بعد من صياغته، وفق المصدر ذاته الذي أوضح أن: “المستلم الوحيد للتقرير، عندما يكون هناك تقرير، سيكون هو الملك”.
توضيحات السفارة الفرنسية
ونقل الموقع ذاته موقف السفارة الفرنسية، التي قدمت مجموعة من التوضيحات، مشيرة إلى أن “وظيفة السفير في أي دولة هي مقابلة المسؤولين في الدولة التي يتم اعتمادهم فيها، لفهم قضايا وتحديات ذلك البلد بشكل كامل ورسم وجهات نظر للعلاقات الثنائية، وهذا هو العمل الذي يقوم به بنموسى في باريس حيث يمكنه الحصول على تقارير تقدم من المسؤولين الفرنسيين حول الموضوعات التي تهمه”.
وأكدت السفارة الفرنسية أن السفيرة “لم تتسرع في الاستفسار عن اللجنة الخاصة وانتظرت ستة أشهر قبل القيام بهذه الخطوة، وقد تحدث سفراء آخرون إلى بنموسى قبل هيلين لوكال”، مبرزة أن “بنموسى هو أيضا سفير المغرب في باريس، وهذا سبب آخر للحديث عن العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.
وشددت السفارة الفرنسية على أن “السفيرة في خدمة العلاقات الفرنسية المغربية وتسعى من خلال المقابلات التي أجرتها مع المسؤولين المغاربة إلى تعميق هذه العلاقات بكل شفافية دون اعتبارات خاصة”.
ضربة سيف في الماء
ونقل موقع “لوبسيرفاتور” عن عضو من شبيبة الاستقلال، التي أصدرت بيان طالبت فيه بإقالة رئيس لجنة النموذج التنموي، أن “الحملة ضد بنموسى تلاشت بالسرعة التي انطلقت بها”.
وقال المتحدث: “تم نشر بيان الشبيبة دون استشارة واسعة النطاق والتي تكون ضرورية في هذا النوع من المواضيع”. وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لحزب الميزان: “كما تعلمون، يتم التعبير عن المواقف الرسمية لحزب الاستقلال من قبل هيأت صنع القرار والهيأت التنفيذية التابعة للحزب وفقاً للوائح وأنظمة الحزب”.
كشباب حزب الميزان، غير بعض المحللين تصريحاتهم التي كانت ضد بنموسى.
ويلخص هذا التصريح التحليل المضاد لهؤلاء: “في حديثه لسفير دولة صديقة، لم يرتكب رئيس لجنة النموذج التنموي خطيئة عظمى، كما يود بعض الناس إظهاره فتواهم سخيفة لأنها خارج الموضوع”.
