• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 18 ديسمبر 2012 على الساعة 14:21

قضية “الجن وصحابو”.. رد “كيفاش” على بلاغ الوزيرة بسيمة الحقاوي

قضية “الجن وصحابو”.. رد “كيفاش” على بلاغ الوزيرة بسيمة الحقاوي

 

كيفاش

توصلنا، في هيأة تحرير الجريدة الإلكترونية “كيفاش. كوم”، بنسخة من بلاغ لوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بخصوص ما صار يعرف إعلاميا بـ”قضية الجن وصحابو”، أو “الأطفال الأربعة”، على حد تعبير البلاغ، وهي القضية التي استأثرت باهتمام ومواكبة غير مسبوقين، في الداخل والخارج، حتى أن قناة من حجم “إل سي إي” الفرنسية خصصت روبورتاجا للموضوع، إضافة إلى أن فيديوهات “الجن وصحابو” حققت أرقام مشاهدة غير مسبوقة على اليوتوب.
وبالقدر الذي أفرحنا “تحرك” وزارة بسيمة الحقاوي من أجل العمل على “إنقاذ” الأطفال الأربعة، ومنحهم فرصة الاندماج من جديد في المجتمع، بقدر ما أثار استغرابنا بعض المغالطات الواردة في البلاغ، وكذا بعض العبارات “المسمومة” المتضمنة فيه، والتي تسير في اتجاه محاكمة النوايا وليس في طريق معالجة الموضوع.
كما استغربنا كيف أن البلاغ “قفز” على عمق الموضوع والقضية، ليحاول الإيهام بأن المشكل يكمن في تعامل وسائل الإعلام مع “الجن وصحابو”، وليس في مأساة هؤلاء الأطفال في حد ذاتها، كأنما “كيفاش” هي التي أرسلت هؤلاء إلى الشارع.
وإذ نتفهم الإحراج الذي قد يسببه مثل هذا الملف للسيدة بسيمة الحقاوي، بصفتها المشرفة على القطاع، فإننا ننبه إلى ما يلي:

أولا: فيما يتعلق بفقرة: « تذكر بواجب الصحافي المهني في الامتناع عن نشر أي مقال أو برنامج إعلامي أو صورة من شأنها تعريض الطفل أو أسرته أو أقربائه أو أقرانه للخطر، وهو ما غاب للأسف عن بال صاحب الشريط أثناء تصويره، حيث لم يبذل أي جهد في حماية هوية الطفل الشخصية، سواء باستعمال اسم مستعار أو الإشارة إليه بالأحرف الأولى فقط، ولم يحمِ هويته بإخفاء ملامح صورته الشخصية. كما لم يمنع نفسه من سؤالهم، مثلا، عن مصدر المخدرات التي يتناولونها، دون أن ينتبه إلى ما قد يعرضهم إليه من متاعب مع بائعيها، وهو ما حدث بالفعل، فقد تلقى أحد هؤلاء الأطفال تهديدا خلف لديه الخوف الشديد… » (الفقرة) الواردة في البلاغ، لا بأس أن نشير إلى أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وقد نبهنا، مشكورون، بعض المسؤولين في مؤسسة “بيتي” إلى أنه كان من اللازم إخفاء هوية الأطفال الأربعة قبل بث الأشرطة، غير أنه ما من أحد، أو جهة، شككت في النوايا الحسنة وراء نقل صرخة الأطفال الأربعة.
والواقع أن هذه “الزلة”، إن كان يجوز وصفها كذلك، لم يكن يحكمها لا رغبة في الاستغلال، ولا مسعى نحو “المتاجرة” في قضية مأساوية، بقدر ما تحكم فيها إحساس بحرقة كبيرة لواقع ما زالت الحكومة تغض الطرف عنه، أو تعالجه بمنطق “كما حاجة قضيناها بتركها”.
وقد حز في النفس أن بلاغ الوزارة، عوض أن يعترف بالواقع المأساوي لشريحة واسعة من أطفال المغاربة، وليس فقط الأطفال الأربعة “أبطال” الشريط، فتكون قضية “الجن وصحابو” الصرخة المدوية للبحث عن سبل لحل هذه المعضلة، فإنه (بلاغ الوزارة) حاول إلصاق “التهمة” بموقع “كيفاش”، كأنما هو الذي كان وراء خروج الكثير من الأطفال إلى الشوارع، فيما الواقع أن الخطر الحقيقي هو ذاك الذي يعيشه هؤلاء في الشارع.

ثانيا: نود أن نثير انتباه الوزارة أيضا إلى أن العمل الصحافي المهني لم يكن وحده المحرك لهيأة تحرير “كيفاش” لمتابعة قضية “الجن وصحابو”، بل كان للعامل الإنساني دور أكبر. ويكفي هنا أن نذكر بأن “كيفاش” رافقت الطفل “رشيد”، الملقب بالجن، أسبوعا كاملا (نتحفظ عن ذكر التفاصيل)، إلى غاية إيداعه في مؤسسة “بيتي”، وهو عمل ليس من “واجبات” أي منبر إعلامي، ولا يندرج في إطار صلاحياته، بقدر ما هو واجب المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها وزارة السيدة بسيمة الحقاوي.

ثالثا: الفقرة التالية من البلاغ: “تستنكر انسياق الربورتاج نحو “استغلال” الأطفال المستجوبين، وهم تحت تأثير المخدرات، للحديث عن مواضيع خارج اهتمامات الطفولة، فما موقع، مثلا، أسئلة “موجهة” و”ملغومة” عن مواضيع وشخصيات سياسية عمومية في ربورتاج يدّعي “تصوير” واقع الطفولة المغربية كما هو؟! » (ما ورد في هذه الفقرة)، مع الاعتذار للسيدة الوزيرة، ولمن صاغ البلاغ، لا يعنيهم في شيء، بل هو من صميم العمل الصحافي، إنما الحديث عن “الاستغلال”، ووضع الكلمة بين مزدوجتين، فيه محاكمة للنوايا، وهو أمر غير مقبول من مسؤول حكومي.

رابعا: إننا، في هيأة تحرير موقع “كيفاش”، نستغرب طبيعة اللغة المكتوب بها البلاغ، خصوصا بعض الفقرات فيه، والتي تقترب من اللغة النقابية، أو المطلبية، أو الاحتجاجية، وبذلك تبتعد عن لغة وثيقة حكومية، يفترض أن تتوخى التوازن والموضوعية.

وإننا، إذ نوضح ما سبق، نود، في الختام، التنبيه إلى أننا، في هيأة تحرير “كيفاش”، لا نسعى إلى الدخول في جدل حول الموضوع، فأخلاقيات المهنة، التي سعى بلاغ الوزارة إلى تلقيننا إياها، موضوع اجتهاد، وليست خطوطا حمراء وخضراء، فيما الواجب الإنساني أشمل وأوسع، أما الواجب الحكومي تجاه هذه العينة من الأطفال فواضح لا غبار عليه، إلا لمن وضع على أعينه نظارات تلون الواقع.

 

 

في الموضوع نفسه:

النظرية الحقاوية.. مباريات كرة القدم سبب ظاهرة أطفال الشوارع (فيديو)

قضية الجن ومن معه.. بسيمة الحقاوي “تتحرك” وتتهم “كيفاش” باستغلال الأطفال الأربعة!!