• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 29 أكتوبر 2020 على الساعة 21:00

عندهم نقص فالذكاء ويخافو ما يحشمو.. “خوانجية” مغاربة يدعون أن العمليات الإرهابية “مفبركة”!

عندهم نقص فالذكاء ويخافو ما يحشمو.. “خوانجية” مغاربة يدعون أن العمليات الإرهابية “مفبركة”! 

لم تحرك أرواح الضحايا الثلاثة الذي قتلوا، صباح اليوم الخميس (29 أكتوبر)، قرب كنيسة في مدينة نيس الفرنسية، عواطف مجموعة من “سلفي الفايس بوك”، الذين استمروا في نهجهم المعتاد في إنكار وجود الإرهاب، وادعائهم أن العمليات مجرد تمثيليات.

صباح اليوم، وبعد انتشار الخبر المفجع على وسائل الإعلام الفرنسية، حيث أكدت الجهات الأمنية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، في هجوم بسكين وقع بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس، وأن منفِّذ الهجوم، حراگ تونسي يبلغ من العمر 21 عاما، صاح “الله أكبر، الله أكبر”، عند مواجهته من طرف عناصر الشرطة، لم يتأخر عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي المغاربة، ويتزعمهم عدد من السلفيين في تكذيب الخبر، رغم عدم توفرهم على أي معطى يفند ما حدث.

مفبركة لتشويه الإسلام

أحد أساتذة مادة التربية الإسلامية، والمعروف بأسلوبه الوقح على موقع الفايس بوك، ويبدع في سب وقذف الأشخاص وتشبيههم بالحيوانات، خرج في تدوينة غريبة قائلا: “مقتل ثلاث أشخاص إثر هجوم بفرنسا…من تتبع تاريخ وأساليب المخابرات الفرنسية علم أنها عملية مدبرة لتشويه صورة المسلمين… واستجلاب التعاطف، وتشتيت ذهن الجماهير، والضحك على ذقون المغفلين”.

مثل هذا الطرح يوافقه فيه كثيرون من الشيوخ السلفيين وناشطون ورواد مواقع التواصل الإجتماعي في المغرب، والذين دأبوا على نشر نفس التدوينات في حوادث متفرقة تتعلق بعمليات إرهابية أو تفكيك خلايا.

التخفيف من هول الأحداث

وتعليقا على هذا الموضوع، يقول الباحث المفكر الإسلامي، محمد عبد الوهاب الرفيقي، في اتصال مع موقع “كيفاش” إن الهدف من الترويج للنظرية المؤامرة، هو التخفيف من هول الأحداث، وإدعاء أن الإسلام مستهدف.

وجاء في معرض حديثه: “ترويج نظرية المؤامرة واحدة من الأساليب التي يطبع فيها مع التطرف والإرهاب، فهي محاولة توهيم بأن هذه الخلايا المكتشفة والأحداث الإرهابية التي راح ضحيتها الأبرياء هي مؤامرات لتشويه صورة الإسلام ولتشويه صورة المسلمين”.

وأضاف أن “هذا أسلوب تقليدي قديم، أثبتت كل الأحداث ضعفه، بل أثبتت أن هذه الطرق هي إحدى الأساليب التي يبرر بها أو التخفيف من هول الأحداث الإرهابية”.

يخافو ما يحشمو

واستغرب أبو حفص سكوت شيوخ السلفية المروجين لنظريات المؤامرة عندما يتعلق الأمر بالمغرب، وعبر عن وجهة نظره، قائلا: “الغريب أن هؤلاء لا يتحدثون عن المؤامرة عندما يتعلق الأمر بأحداث في المغرب، يتحدث عنها فقط بعض الحسابات الوهمية أو أشخاص غير معروفين… لكن الوجوه المعروفة تصمت ولا تتحدث عن الموضوع بأي شكل من الأشكال، وذلك لعلمهم المسبق أن الأمن سيقوم بمتابعتهم… وهذا يتضح عندما يتعلق الأمر بأحداث خارج المغرب، فهم يجدون الفرصة ليقولوا كل ما عندهم في كل العمليات سواء داخل المغرب وخارجه”.

لا يقلون خطرا عن المشيدين

ويرى المعتقل السابق في أحداث 16 ماي الإرهابية أن مروجي نظرية المؤامرة فيما يتعلق بالإرهاب “لا يقلون خطرا عن المشيدين بها، وأن على الأمن التعامل معهم بنفس الطريقة”.

وقال موضحا: “في رأيي يجب التعامل بحزم مع هؤلاء أيضا، فهم لا يقلون خطرا عن المشيدين بالإرهاب، فهم يصرفون النظر عن الحقيقة بالحديث عن أسباب هلامية وغير حقيقية”.

قصور في الذكاء

ومن جهته، يرى الأستاذ رضا محاسني، المختص في علم النفس، أن المروجين لنظرية المؤامرة في حدث الأحداث يملكون قصورا فكريا ونقصا في الذكاء، ما يصعب عليهم فهم الأحداث بشكل واقعي لذلك يلتجؤون إلى الأحكام الجاهزة.

وقال الأستاذ موضحا: “الإرهاب والتطرف ظاهرة تحتاج إلى دراسة من عدة جهات، تحتاج إلى العمل عليها من شق نفسي واجتماعي وإجرامي وأمني وديني، وهذا عمل يحتاج إلى أدوات علمية كبيرة ومستوى من الذكاء، لذلك يلجأ أصحاب القصور الفكري إلى تفسيره بكلمة واحدة هي المؤامرة”.

وأضاف: “الواقع معقد ويحتاج إلى مستوى فكري وثقافي عالي لفهم الأحداث الغير واضحة، لكن هؤلاء وعوض أن يقوموا بالتحليل العميق أو لعجزهم عن ذلك، يتحدثون بطريقة سطحية ويقولون مؤامرة”.

جنون العظمة

واسترسل رضا محاسني في تفسيره، مؤكدا أن مجموعة من مروجي نظريات المؤامرة يرون أنفسهم “أعلى شأنا وقدرا مما هم عليه الآن، وأن الجميع يجب أن يستمع لكلامهم ويأخذه على أنه حقيقة مطلقة، فلذلك يسارعون في طرح الأحكام الجاهزة التي تتماشى مع مستوى متابعيهم”.

وعلق قائلا: “تجد هؤلاء ينشرون تدوينات يفسرون فيها الحدث، مباشرة بعد إعلان الخبر، أي قبل أن يجف دم الضحايا، الأمنيون والمحققون الموجودون في عين المكان لم يتعرفوا بعض على هوية القاتل، لكن مروجي نظرية المؤامرة أعطوا تفسيراتهم وانتهى الأمر بالنسبة لهم، وهذا لا يمكن تفسيره إلا بجنون العظمة وحب الظهور ولعب دور العلامة الذي يفهم ويفسر كل شيء”.