فرح الباز
وصف أحمد عصيد، رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات، توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان المتعلقة بمراجعة أحكام الإرث، بـ”التاريخية”، مؤكدا أن ما تعيشه المرأة من قهر وظلم واحتقار في مجتمعنا يفرض فتح نقاش حول هذه التوصية.
وردا على الرافضين لهذه التوصية بحجة وجود نص قرآني قطعي حولها، قال عصيد إن “القرآن أوصى أيضا باستخدام العقل والحديث يقول أنتم أدرى بشؤون دنياكم، وهذه شؤون الدنيا وليس أمور عقيدة”، مضيفا أنه “كما اجتهد العقل في العديد من الايات القرآنية القطعية الواضحة لأن بنياتها الحاضنة لم تعد موجودة، يجب أن يجتهد في هذه أيضا”.
ووصف عصيد الرافضين لفتح نقاش حول هذه المسألة بداعي وجود آية قطعية بـ”دعاة الاستبداد”، متهما إياهم بالخوف وممارسة العنف اللفظي “لإجبارنا على التزام الصمت”، يضيف عصيد.
وانتقد الناشط الأمازيغي، في حوار سينشر في أجزاء على موقع “كيفاش.تيفي”، تصريحات عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، بخصوص هذه التوصية، وقال إن ابن كيران تحدث عن الأمر “كأن المجلس الوطني ليس من صلاحياته إصدار مثل هذه التوصيات، بينما هذا الأمر يدخل في نطاق اختصاصات هذه المؤسسة، وإذا لم تقم به ستحاسب من قبل الجسم الحقوقي”.
وقال عصيد: “سي ابن كيران ما خاصوش يغالط المغاربة وما خصوش ينزل لمستوى ديال التحريض، والمستوى ديال الشعوذة اللفظية وديال تاحلايقيت، باش يوهم المغاربة للي هوما أميين أو ما قارينش بأن هاد المؤسسة غالطة أو زالقة”.
وتابع عصيد: “رئيس الحكومة عليه أن يكون مسؤولا وزعيم حزب سياسي عليه أن يحمل هم الوطن لا أن يحمل هم إيديولوجية حزبه”.
وذكر عصيد بأن حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، هو من وقع اتفاقية سيداو التي تقول بالمساواة التامة بين الرجال والنساء في كل المجالات، متهما الحزب بـ”اللعب على الحبلين والتمثيل على المغاربة”، قائلا: “كيمشي السي ابن كيران كيوقع لأن الشعب ما شافوش لأنه كيوقع داخل الإدارات، وقدام التلفزة كيتبورد وكيقول كلام آخر، هاد السلوك ديال الوجهين ما عندنا ما نديرو بيه وما عمرو غيسمح بتطور بلادنا”.
وقال المتحدث إن “هذه المعركة فيها الكثير من المصالح في وليس فيها دين، السي ابن كيران كيبغي يوهم الناس بأن الدين في خطر وهو عارف باللي عدد المساجد كيتزاد وعدد المصلين كيتزادو”.
وأشار الناشط الأمازيغي إلى أن السياق الراهن يسمح بالاجتهاد من داخل المنظومة الفقهية الشرعية الإسلامية، “ويمكن لعلماء متنورين أن يعطونا اليوم الحل لكل القضايا المطروحة، لكن ما يمنعهم هو التحجر الإديولوجي والرهانات السياسية الضيقة للعبة الكراسي”.
وفي هذا الإطار، قال عصيد إن حزب العدالة والتنمية “يعتقد بأنه إذا فقد لعبة استعمال الدين في السياسة سيفقد معها وصايته على المجتمع”، مطالبا بفصل الدين عن السياسة وممارسة السياسة “بمبادئ نبيلة تلائم عصرنا”.
