هل يمكن أن تمر أحداث عادية في فرنسا بسلاسة دون أن يظهر بَقُها الإعلامي؟ بطبيعة الحال لا! هذا الكائن العجيب يخرج دائما ليستغل أي حدث بغرض تشويه صورة المهاجرين ومن يخالف النظام الفرنسي.
آخر هذه الهجمات جاءت مع انتشار حشرة البق في الأحياء الباريسية الراقية، ووسائل نقلها، وقاعاتها السينمائية، والواقف وراءها الصحافي الفرنسي بقناة “سي نيوز”، باسكال برو، الذي ربط بين انتشار البق والمهاجرين. هل تتخيلون كيف يمكن لهذه الحشرة أن تتحول إلى وسيلة تشهير؟!
لكن “البقة المسالمة” تبدو أرحم من “البق الإعلامي العنصري”، الذي يؤثت بلاد الأنوار والحريات في عهد الرئيس إمانويل ماكرون.
البق الإعلامي الفرنسي ينتظر دائما في الظلام، جاهزا للظهور في أي لحظة واستغلال أي حدث، إذ لديه طريقة فريدة لتحويل كل شيء إلى فرصة لتشويه من يخالفه باستخدام أبواقه العديدة. ويمكن القول مع هذه البهرجة المضحكة “طاح البق وصاب غطاه”.
فعلى ما يبدو، الإعلامي الفرنسي يمتلك قوى سحرية لتحويل المشاكل اليومية إلى أزمات مهولة. ومن المدهش أن هذا الإعلام يحول أي شيء، حتى الأمور البسيطة جدا، إلى مؤامرة، وحتى إذا كنت تعاني من انقطاع التيار الكهربائي في منزلك بحي باريسي يقابل برج إيفل، فاعلم أنه سيجد طريقة لربطه بالمهاجرين والمجتمعات الأفريقية وحتى بالإسلام.
اليوم ليس هناك أمر أكثر غموضا من كيفية تحويل حشرة بسيطة إلى نجم إعلامي! فبمجرد وقوع أي حادث أو مشكلة، ينفض هذا البق الإعلامي الغبار عن جناحيه، ويطلق العنان لبوق هجماته!
لا تستغربوا إذا تحول موضوع هذه الحشرة إلى تصعيد دولي.. لكن في القنوات الفرنسية فقط.
