• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
الأربعاء 29 نوفمبر 2017 على الساعة 23:05

صورة الملك والبشير السيد في أبيدجان.. ذاكرة في خدمة المستقبل!

صورة الملك والبشير السيد في أبيدجان.. ذاكرة في خدمة المستقبل!

نوفل البعمري (محامي وفاعل حقوقي)

وأنا أشاهد هذه الصورة، حيث يظهر البشير السيد بدراعيته والملك يمر للجلوس أمام القادة الكبار على رأسهم غوتيريس حيث خصص مقعده بجانبه، استرجعت لحظة جلوسنا معه في الرابوني بمخيمات تندوف عند زيارتنا لها منذ ثلاث سنوات؛ كيف تحدث البشير السيد عن المغرب وعن الملك بالكثير من الود والاحترام وحكى لنا عن زيارتهم للمغرب بالضبط لمراكش واستقباله من طرف الملك عندما كان وليا للعهد مرفوقا بادريس البصري، ولحظتها، حسب ما حكاه، كانت تختمر فكرة الحكم الذاتي في تفكير ولي العهد/الملك.
حكى لنا بالكثير من التقدير عن لحظة محاولة إدريس البصري التدخل في النقاش وتوجيهه وكيف قام ولي العهد بالتدخل ونهره بحزم، معيدا لهم الاعتبار أمام وزير الداخلية القوي آنذاك واعتبرها إشارة الى أن حكم محمد السادس سيكون مختلفا. حكى لنا تفاصيل أخرى تهم الجانب الخاص والشخصي للملك، وكيف أنه كان يستأذن بلطف في العديد من اللحظات، كيف أنه كانوا يتفاجؤون من استئذانه لهم لأنه ولي العهد، خاصة أنه لم يكن ملزما بذلك.
أظنني كنت أكتشف الملك من جديد من خلال عيون خصومه وخصوم المغرب، وكأني أتعرف على صورة أخرى لملك غير الذي نشاهده في التلفزة وهو يخطب أو يدشن… جوانب إنسانية وسياسية في شخص الملك كانا مؤشرين للبشير عن أسلوب حكم لم نكن نحن البعيدون عن السلطة ومربعها من عامة الشعب قد اكتشفناهم او اكتشفناهم بعد سنوات من حكمه، وتعد تلك الجلسة مع البشير مناسبة لتقربنا من الملك، تنضاف إليها جلسة أخرى مع خداد التي تحتاج لمقال وليس لتدوينة، وجلسة مع شباب البوليساريو من أقوى ما علق بذاكرتي.
أظن ما بين سنة 96، حيث التقى ولي العهد بالبشير، وجلستنا نحن معه واستقباله الحار لنا، وجلسته الحالية في الصورة ستكون قد سرت مياه كثيرة تحت جسر البشير، والجبهة، خاصة أنه بعد عدة محاولات لإقصاه يبدو أنه يحضر للعب دور سياسي من خلال كثرة خرجاته الأخيرة، خاصة بعد حادثة “تيهانه” في الصحراء التي فسرت على أنها محاولة فاشلة منه للهروب اتجاه موريتانيا بعد تعطل سيارته في الرمال.
لا أعلم هل سيلعب دورا سياسيا حاليا، لكن أظنه سيلعبه في القادم من السنوات. هل بنفس عقلية 96 وبنفس الروح التي التقانا بها؟ أم أن تأثير السلطة وتحكم الجزائر قد يدفعانه نحو تغيير قراءته للوضع بالمنطقة وللمنطق السياسي الذي حركه لحدود السنة التي التقيناه فيها؟
تقاسمت معكم ما اختلج تفكيري وأنا أشاهد هذه الصورة، خاصة أني جالسته إلى جانب الإخوان الذين زرنا شوية المخيمات، واستمعت له. للتاريخ لم أشعر أن هناك حقد أو كراهية قد تحركانه اتجاه المغرب، بل كان يكن كل الود والاحترام للمغرب ولملكه “الشريف”.
عند نهاية اللقاء بادرناه بالسؤال حول رأيه في الحل الذي يقترحه المغرب. قال: “نريد حلا يضمن كرامتنا”، وشدد عليها، ولا يهم الباقي.
لا أعرف ما الذي قد يكون جال في رأسه وهو يشاهد “الشريف”، نسبة إلى نسب الملك، كما يحلو لأغلبية الصحراويين مناداته به، ومنهم من يوجد في المخيمات، لكن أظنه، لو سمحت له الفرصة لمحادثة الملك والسلام عليه واسترجاع ذكريات جلستهما معا، هو ما قد يعيده ويعيد سكان المخيمات من أهلنا لوطنهم الأم، وأظن جازما أن الملك الذي نهر إدريس البصري حفاظا على كرامتهم وهو ولي العهد، قادر على أن يضمنها لهم وهو ملك.
لا أعرف هل أصبت أم لا باقتسامي هذه الأفكار علانية، لكن كان لزاما التعبير عما جال في رأسي انطلاقا مما سمعته إلى جانب إخواني من البشير نفسه.