• التطرف ودعم عصابات الساحل.. تصاعد الدعوات لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية
  • شخصية متميزة كرست حياتها لخدمة المبادئ السامية.. جلالة الملك يعزي في وفاة البابا فرنسيس
  • في أولى خطوات كأس أمم إفريقيا.. برنامج مباريات الأشبال يُكشف والتحدي يبدأ من كينيا
  • مهرجان موازين.. الفرقة الكورية الشهيرة “Aespa” تحيي حفلا على منصة السويسي
  • رئيس النيابة العامة: صيانة الحقوق وضمان شروط المحاكمة العادلة واجب دستوري يتحمله القضاة
عاجل
الإثنين 07 ديسمبر 2015 على الساعة 13:03

شاب يكتب: حكايتي مع تأخر القطار

شاب يكتب: حكايتي مع تأخر القطار

12355073_1640299819563237_2089147720_n

فهد فطومي

استيقظت في الصباح الباكر، دون الحاجة إلى منبه، وقد كانت الساعة تشير إلى السادسة وسبع دقائق. أبهجني الأمر، وقلت في نفسي إنه لشيء جميل، اليوم لي الوقت الكافي للاستحمام وتناول فطوري كاملا، شرب القهوة وتدخين سيجارة في المقهى أمام محطة القطار، سوف أربح رهانا لطالما خسرته وهو أنني سوف أستقل أول قطار متجه إلى الدار البيضاء والذي غالبا ما يكون فيه الكثر من الأماكن الشاغرة، ولن أضطر إلى التدافع والتزاحم مع أولئك الكسالى ممن يستقلون القطار الثالث.
دفعت خمسة عشر درهما ثمن تذكرة المحمدية ـ الدار البيضاء، انتظرت حوالي خمس دقائق دون أن تنطق تلك السيدة التي لا نعرف من تكون، والتي تخبرنا دائما باقتراب وصول القطار. مرت عشرون دقيقة عن الموعد المشار إليه في لوحات المحطة ولا جديد. المفروض أن يكون القطار الثاني قد وصل. مرت عشر دقائق إضافية، وقد انتظرت أكثر من نصف ساعة. لا جديد. بدأ الكسالى في الوصول، واكتظت المحطة، ولا تزال تلك السيدة تلتزم الصمت، وقد اختفى المسؤول عن المحطة هو ومن معه تاركين رجال الأمن الخاص، الذين لا حول لهم ولا قوة.
بعد مرور ساعة قررت تلك السيدة أن تخبرنا بشيء ما، لكن هذه المرة بنبرة صارمة وحازمة: “سيداتي سادتي، انتباه من فضلكم… نخربكم (خطأ مقصود) بأنه يوجد اضطراب في حركة سير القطارات بسبب حادث بين الرباط وتمارة، نعتذر عن التأخير الخارج عن إرادتنا”.
احتج هواة الاحتجاج وتوترت الأجواء وأشعلت السجائر، وكنت أكثر شخص خاب أمله، ثم تفاقم الأمر لما اكتشفت أني أضعت خمس مائة درهم، أو ممكن أن تكون بعض الأيادي السحرية قد تكفلت بالأمر.
قررت أن استرد مالي وأن استقل الحافلة، وسأضطر لخوض معركة من أجل الفوز بمكان أو مساحة صغيرة حيث أستطيع وضع قدمي بثباث وذلك أضعف الإيمان.
الساعة تشير إلى حوالي التاسعة وأنا لا أزال في المحمدية، ويلزمني ساعة للوصول إلى الدار البيضاء، ثم نصف ساعة كي أصل إلى عملي. كنت أعلم أنني سوف أصل وقد كنت عازما على تحدي الصعاب، لكن بعد توبيخ من المدير وخصم ساعتي عمل وضياع مبلغ مالي مهم جدا بالنسبة إلي، وسوف أعاقب بثاني إنذار سببه التأخير في ظرف عشرين يوما… بعد ذلك اكتشفت أن الأمر كله سببه احتجاج الركاب عن تأخر القطار في محطة الرباط أكدال ولا وجود لأخبار عن حادث.