سقطة يبدو أن لها ما بعدها، بعدما وضع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا نفسه في وضع حرج، إثر زيارته غير المبررة لجنوب إفريقيا البلد “المتطفل” على ملف الصحراء المغربية والمعروف بعدائه للوحدة الترابية للمملكة.
مناورات يائسة
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، محمد نشطاوي، إن “جنوب إفريقيا ما فتئت تناوئ في ملف الصحراء المغربية إما لوحدها أو بشراكة مع الجزائر”.
وأبرز نشطاوي، أن “جنوب إفريقيا تعتبر نفسها هي المسؤول الأول والأخير للحديث عن ما تعتبره حركات تحررية وترى بأن البوليساريو حركة تحررية في حين أنها حركة انفصالية”.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، أن “جنوب إفريقيا تشبعت بالإيديولوجيا الجزائرية في هذا الملف وهي لا تعي جيدا أن الجزائر ليس همها حقوق جبهة البوليساريو بقدر ما همها الأساس هو إلهاء المغرب عن مطالبه في الحدود الشرقية وإلهائه في قضية الصحراء المغربية حتى لايتلفت إلى النبش في قضية الحدود الشرقية”.
وشدد المحلل والأكاديمي، على أن “جنوب إفريقيا تحاول إلهاء المغرب في هذا الأمر وهي تعي مدى قوة وعلاقة المغرب ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء حيث تعتبر المملكة ثاني أكبر مستثمر في المنطقة بعد جنوب إفريقيا وبالتالي يشكل المغرب تهديدا لمصالحها الاقتصادية في المنطقة”.
مصالح مشتركة
ولفت نشطاوي، إلى أن “كلا من جنوب إفريقيا والجزائر تجمعهما المصالح وهي سياسية وجيو استراتيجية بالنسبة للجزائر واقتصادية بالنسبة لجنوب إفريقيا وبالتالي هذه المصالح لا علاقة لها بما يتم الترويج له بتطبيق حق تقرير المصير أو بتطبيق حق البوليساريو في تكوين دولة”.
وأكد الخبير في العلاقات الدولية، على أن “المغرب يعي جيدا أن لابد له من التصدي لما تقوم به جنوب إفريقيا والجزائر وبالتالي فزيارة دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا سترخي بظلالها على علاقات المغرب مع المبعوث الشخصي للأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية وستكون لها تبعاتها خصوصا وقد جاء الرد سريعا من السفير عمر هلال الذي أكد أن جنوب إفريقيا لن تغير من الواقع في شيء وليست معنية أصلا بملف الصحراء المغربية”.
وخلص نشطاوي، إلى أن “سقطة دي ميستورا لا أثر لها بالنظر إلى مصادقة مجلس الأمن بقوة على أهمية ومصداقية وجدية مبادرة الحكم الذاتي ومنذ 2007 وهذه المبادرة تلقى الدعم والترحيب وتعتبر من أبرز الآليات القابلة للتطبيق في هذا الملف”.
