• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 19 مارس 2023 على الساعة 16:17

سقطة ابن كيران الأخلاقية

سقطة ابن كيران الأخلاقية

الأحداث المغربية

اعتدنا في مجموعتنا الإعلامية وخصوصا في يومية “الأحداث المغربية” على تهجمات حزب العدالة والتنمية على عملنا الصحفي واختياراتنا التحريرية.

إن مساءلة السياسيين والتعليق على خطاباتهم وأنشطتهم هي من صميم العمل الصحفي، غير أن حزب العدالة والتنمية، وأمينه العام الحالي على وجه التحديد، بريد أن يصادر حقوقنا المهنية وحقنا في الاختلاف والتعددية الديمقراطية.

خصنا الحزب بهجومين بئيسين: الأول في كلمة أمينه العام أمام نقابة الحزب يوم السبت 18 مارس، والثاني في ورقة سب وقذف في موقعه الإلكتروني. وفي الحالتين معا كانت جريمتنا هي المشاركة في النقاش العمومي حول بلاغي الديوان الملكي والأمانة العامة للحزب.

يعتبر السيد ابن كيران أن شخصه فوق المساءلة أو الانتقاد، وأن كل ما يصدر عنه يجب أن يكون موضوع ترحيب وتصفيق بالإجماع وسط الرأي العام الوطني، لا بقبل النقد ولا الاعتراض ولا الاختلاف، ولا أن تكون هناك صحافة مضادة، أو رأي خارج سردياته.

لسنا الوحيدين الذين يصادر السيد عبد الاله بن كيران حقوقهم الديمقراطية، لقد تعرض العديد من الصحفيين النزهاء إلى التجريح والتخوين، بنفس عقلية التحكم والاستبداد التي يتعامل بها معنا.

حصل السيد ابن كيران على تصفيق كثير من جمهور الشعبوية، باللعب على الكلمات والبؤس في مفردات الخطاب، لكن ذلك لم يشبعه، ومن الواضح من هجومه علينا أن فرحته لتكتمل كان يلزمها توافر شرط لازم: تصفيق “الأحداث المغربية”.

في المجموعة الإعلامية للأحداث المغربية لم نكن يوما من مريدي هذه “الزاوية” ولا غيرها، إن اختياراتنا بالاصطفاف خلف الوطن وجلالة الملك بشكل حصري واضحة لاغبار عليها. وانتصارنا للديمقراطية والحداثة دفعنا ثمنه باهظا في أسواق العنف الظلامي في الأكشاك والحملات التي استهدفت قتلنا رمزيا، لكنها لم تزدنا إلا تلاحما وقوة وصمودا.

يعرف الحزب أن مواجهته معنا، من موقعنا الصحفي، ليست وليدة اليوم، لقد ولدنا معا في نفس السياق والتوقيت في نهاية تسعينات القرن الماضي، ومنذ ذلك التاريخ، لما كان الحزب مجرد جماعة تناقش نواقض الوضوء، إلى أن أصبح أكبر حزب حاكم ثم أصغر حزب معارض، ونحن في هذه المجموعة الإعلامية سائرون على نفس الخط: الملكية، والوطن والديمقراطية التعددية خط أحمر لا نسمح بتجاوزه أو العبث به.

نحن لم نتغير ولن نتبدل، عكس أولئك الذين جرتهم مغريات الحياة في أطباق السياسة إلى التخلي عن أخلاقنا وقيمنا الدينية في مناقشة بعضنا البعض.

ولعل كل متابع بسيط بإمكانه أن يكشف بنفسه أن “الأحداث المغربية” لم تنجر قط إلى سب أو شتم أو قذف، بالمقابل لم تخل خرجة من خرجات عبد الاله ابن كيران من انحراف وانزياح عن الصواب والاحترام المفترض في الخطاب السياسي الذي تحول إلى كلام سوقي عند المعني بالأمر.

لقد سقط الحزب سقطة أخلاقية أخرى مدوية، أما نحن فمازلنا وسنبقى ملتزمين بأخلاقنا ومبادئنا ومهنيتنا التي تشكل بوصلة عملنا الصحافي، منذ ربع قرن دون أن ننجر للتفاهات التي يحاول ابن كيران أن يحشر فيها نفسه وحزبه وأتباعه.

وفي هذا السياق نعرب عن كل التضامن مع مدير نشرنا وزميلنا المختار الغزيوي الذي تعرض للإساءة والتهجم على شخصه من طرف ابن كيران، بكلام واتهامات تافهة.