• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 21 فبراير 2018 على الساعة 11:07

رياضة انقرضت في المغرب.. قصة “ماندوزا الهوكي”!

رياضة انقرضت في المغرب.. قصة “ماندوزا الهوكي”!

طارق باشلام

أسماء عدة أعطت الشيء الكثير لرياضة كُتب لها الانقراض كالديناصورات في بلادنا. أتحدث هنا عن رياضة الهوكي، انتكاسات وراء انتكاسات تسير بهذه الرياضة إلى الحضيض، فحتى زملائي في مهنة المتاعب يتعبون في الحفر وراء الرياضة الأكثر شعبية “الساحرة المستديرة”، ويجهلون جهلا تاما أن في المغرب رياضة عريقة اسمها الهوكي، وأنتم يا أحبائي من تقرأون هذه السطور، من منكم يعلم أن في المغرب “الجامعة الملكية المغربية لرياضة الهوكي”، وأن لها ميزانية لا تقل عن ميزانيات تلك الرياضات الذائع صيتها في البلاد ككرة اليد والكرة الطائرة والمسايفة والمصارعة وغيرها…
رياضة الهوكي، وأقصد هنا الهوكي على العشب حتى أوضح أكثر للبعيدين عن هذا الميدان الغريب والغائر إلى جهنم الرياضات، فقدت بريقها بفقدان حقوقها الطبيعية، فقد كانت مباريات البطولة وكأس العرش تجرى بنواديها المجهزة ومعداتها اللوجيستية بالأمس القريب في ملاعب تعد حقا طبيعيا، وقصة ملعب الأب جيكو الذي تم التفريط فيه في صفقات قيل عنها إنها مشبوهة قصة لا يزال لاعبو هذه الرياضة المسكينة يروونها في تجمعاتهم وفي استرجاعهم للزمن الذهبي، وكيف تم إجهاض هذه الرياضة بتدرج وبطرق غير مفهومة.
هذا الحيز لا يكفي لجرد هذه القصة التي تصلح أن تكون فيلما وثائقيا، سأعود إلى الإجحاف في حق الرياضة وطبعا في حق مناضليها، من كانوا يصرفون من جيوبهم لوضع أسس المدرسة الوطنية لهذه الرياضة من داخل أسوار الجامعة وكمؤطرين وحكام، حتى كلاعبين في شبابهم مثلوا الوطن أحسن تمثيل من داخل ترابه وخارجه، مشاركات في بطولات دولية حين كان لاسم رياضة الهوكي على العشب أو كرة العصا كما كان يطلق عليها في السيتنيات وزن ومكانة.
حين وافتهم المنية لم تلتفت إليهم الجامعة ولو بتكريم رمزي، صراحة حز في نفسي هذا النكران لكل من قدم الشيء الكثير لهذه الرياضة، من موقعي كصحافي لن أسكت عن هذا “المنكر النكير”، فالحالة التي آلت اليها الرياضة في بلادنا لا تبشر بخير، فرق متناثرة هنا وهناك في مبادرات فردية لتمثيل المغرب والجامعة تتبرأ منها كما تفعل الأم بأبنائها غير البارين، وشتات في التسيير، لا ينكره اثنان ولن تتناطح حوله عنزتان.
سأتحدث أيضا كعضو جامعي سابق وكلاعب وحكم وطني سابق في هذه الرياضة، اي شخص قد لا يستشعر قساوة الوضع الذي آلت اليه رياضة الهوكي في المغرب، الموت فقط هو من ذكرني يوجع هذه الرياضة، فحين تفقد عزيزا تتذكر بألم كل شيء، وما عاد الى ذاكرتي هو هذا النكران للجميل، اتحدث هنا عن والدي عز الدين باشلام ابن هذه الرياضة، الذي كان ملقبا ب”ماندوزا الهوكي” لكثرة المهام التي كان يقوم بها. حين توفي رحمه الله لم يتذكروه ولو بتكريم رمزي، جمعنا في فريق مدرسي أطفالا وشبابا، أطرنا وجعل من منزله مغسلة لقمصان اللاعبين مجانا ومطبخا لأعداد الساندويتشات، قبل أعوام من استقالته من الجامعة وابتعاده عن ميادين هذه الرياضة العجوز قال لي رحمه الله: “يالاه دابا ارتاحيت وبدا كيبالي آش خاص يتصايب فالدار”.