• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الجمعة 23 أكتوبر 2020 على الساعة 19:02

رحلة البحث عن البرتوكول العلاجي.. مصابون بكورونا يحكون قصص انتظارهم “مكالمة” من وزارة الصحة

رحلة البحث عن البرتوكول العلاجي.. مصابون بكورونا يحكون قصص انتظارهم “مكالمة” من وزارة الصحة

قد تبدو فكرة التعرض للإصابة بفيروس كورونا مرعبة بالنسبة إلى البعض، لكن ما يعيشه بعض المصابين بعد اكتشاف إصابتهم أصعب من انتظار نتيجة المسحة.

موقع “كيفاش” استقى شهادات عدد من المصابين بكورونا، ممن وجدوا أنفسهم تائهين بين مندوبيات الصحة والمستشفيات، بحثا عن البرتوكول العلاجي عن علاج يوقف أو يقلل من افتراس الفيروس لجسدهم.

المعروف أنه بعد تأكد إصابة شخص بالفيروس يتلقى مكالمة هاتفية من مندوبية الصحة أو من السلطات المحلية (القايد) لتوجيهه إلى المستشفى أو المركز الصحي الذي سيحصل فيه على حصته من البرتوكول العلاجي، لكن هذا الإجراء لا يسري على جميع المرضى.

بعد خضوعهم لاختبار الكشف عن فيروس كوفيد 19، وتأكد إصابتهم، لم يتلق كل من فاطمة (في مدينة المحمدية)، ومراد (في مدينة سطات)، وإدريس (في مدينة الدار البيضاء)، وعبد الرزاق (في تيط مليل)، أي اتصال من مندوبية الصحة أو ممن يرشدهم إلى الوجهة التي سيحصلون فيها على الأدوية التي تمنحها الوزارة ضمن البرتوكول العلاجي لكورونا.

فاطمة.. أسبوع بدون دواء ولا متصل

تقدمت بخطى متثاقلة نحو مقر مندوبية الصحة في المحمدية، سيدة في أواخر الأربعينات، بوجه شاحب متعب، مرتدية جلابة صفراء، واضعة قناع وقائي، وفي انتظار دورها اتخذت ركنا قصيا أمام بوابة المندوبية، بعد ما وجدت مكتب الاستقبال خاليا.

جلست فاطمة على أدراج المدخل، ألقت بجسدها المنهك إلى الحائط، وشرعت في سرد معاناتها، قائلة: “درت التيست نهار الاثنين عند داك مركز التحاليل المتنقل اللي كاين حدا سبيطار مولاي عبد الله، وفاش رجعت قالو ليا راه فيك كورونا سيري خودي الدواء فمولاي عبد الله”.

وتواصل فاطمة: “مشيت لمولاي عبد الله قالو ليا ما كنعطيوش الدوا، طحت ليهم تماك وما داها فيا حد، وصيفطوني للبرادعة، وخديت طاكسي ومشيت للبرادعة قالو ليا ما صيفطوش لينا سميتك من مندوبية الصحة”.

أنهكها التعب والمرض، واستسلمت للراحة في منزلها لأيام، قبل أن تعاود البحث عن دواء لعلتها، وتقول فاطمة: “اليوم (الأحد 18 أكتوبر) جيت لهنا (مندوبية الصحة) باش نسول على راسي وناخد الدواء، ما بغا يهضر معايا حتى واحد… أنا كنموت… عاديت جيراني، وولادي حبسوهم ما يدخلوش للمدرسة”، تسكت لبرهة قبل أن تضيف بأنفاس متقطعة “كولي مهدودة وعيت بسير وأجي فالطاكسيات”.

قبل أن تكمل فاطمة قصتها، تقدم نحوها شخص وأخبرها أن الموظف في الاستقبال يطلبها للدخول. وبمشقة الأنفس استجمعت فاطمة قواها وتقدمت خطوات نحو الموظف الذي استفسرها عن قصتها، وطلب اسمها ورقم بطاقة تعريفها الوطنية. دون المعلومات في ورقة أمامها ثم طلب منها الانصراف.

“صافي سيري حتى يعيطو ليك”، كانت هذه الجملة كل ما حصلت عليه فاطمة ذلك اليوم في مقر مندوبية الصحة في المحمدية، الذي غادرته وهي تجر أذيال الخيبة، غادرت لتبحث عن سيارة أجرة تقلها إلى منزلها في انتظار المكالمة المرجوة.

مراد.. الفيروس لا ينتظر مكالمة وزارة الصحة

خضع مراد، أب لطفلين، لاختبار الكشف عن كورونا، يوم الثلاثاء الماضي (20 أكتوبر)، وتأكدت إصابته بكوفيد 19 في اليوم الموالي، وإلى حدود اليوم، لم يحصل مراد على البرتوكول العلاجي، ولا تلقى أي اتصال من المندوبية، أو من السلطة المحلية.

يقول مراد، في تصريحاته لموقع “كيفاش”، “بديت كنحس بالأعراض، ومشيت درت التيست نهار الثلاثاء، والغد ليه خديت النتيجة، ولقيت فيا كورونا، مشيت للدار وبقيت كنتسنى يعيطو لينا يقولو لينا فين غناخد الدواء ولكن ما عيط ليا حتى واحد”.

ورفض مراد أن ينتظر اتصال قد لا يرد، واختار اقتناء أدوية لتقوية مناعته، كي لا يترك جسمه فريسة للفيروس، الذي لن ينتظر مكالمة وزارة الصحة ليكتسح رئتيه.

ويقول مراد: “وصيت على الفيتامينات والزنك وجابوهم ليا الناس، وبديت كنشربهم، حيت ما عيط ليا حتى واحد، ودرت الحجر لراسي فالدار بلا ما ناخد شي دواء من السبيطار، ولا نوقع شي ورقة ديال أنني نلتزم بأنني نجلس فالدار”.

إدريس.. لن أنتظر 

قصة مراد من سطات لا تختلف كثيرا عن قصة إدريس في الدار البيضاء، الذي أوضح في تصريح لموقع “كيفاش”، أنه توجه إلى مختبر باستور، بعد ما استشعر بعض أعراض الإصابة، وخضع لاختبار الكشف عن كورونا رفقة زوجته.

ويقول إدريس: “مشينا لباستور ودرنا التيست نهار الاثنين (19 أكتوبر)، وطلعات إيجابية، أنا والمدام فينا كورونا”، تم يضيف: “خدينا التيست ورجعنا للدار درنا الحجر وبقينا كنتسناو اللي يعيط لينا”.

واسترسل المتحدث: “لحد اليوم (الجمعة 23 أكتوبر) حتى واحد ما عيط ولا سول، حنا خدينا الدواء من الفرماسيان وبداينا التريتمون، ومحال غيعيط لينا شي واحد”.

وعن طبيعة الأدوية التي شرعا في تناولها، يقول إدريس: “شرينا الفيتامين والزنك، حيت ما يمكنش نبقاو نتسناو، أما الكلوروكين كتعطيه مندوبية الصحة”.

عبد الرزاق.. مسألة ضمير 

قبل اكتشاف إصابته بالفيروس أحس عبد الرزاق (متزوج وأب لطفلين)، بتعب شديد لازمه طيلة أيام، قبل أن يفقد حاسة الشم، ليتجه يوم الاثنين (19 أكتوبر)، صوب مستشفى الشيخ زايد لإجراء اختبار كورونا.

ويقول عبد الرزاق، في حديثه لموقع “كيفاش”: “خديت النتيجة، وما تسنيش يعيطو ليا، مشيت شريت الدواء، ودرت الحجر فالدار، وجلست الوليدات من المدرسة، ودرت ليهم التعليم عن بعد”.

وأشار عبد الرازق إلى أنه، ومنذ حصوله على نتيجة اختبار كورونا (يوم الثلاثاء) وإلى حدود اليوم الجمعة (23 أكتوبر)، لا زال لم يتلق أي اتصال من الجهات المعنية.

وقال المتحدث: “دابا أنا مريض وما هضر معايا حتى واحد وما سايق لي حد الخبار واش ملتزم بالحجر ولا لا… يعني ممكن شي واحد يكون مريض ويخرج يجلس فالقهوة عادي ويبقى يعادي الناس… هاد الشي فيه أنت وضميرك أما حتى واحد ما متبع معانا”.