• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 28 مارس 2017 على الساعة 17:22

خيانة/ حب/ مال/ غدر/ انتقام/ سحر.. سيناريو قتل البرلماني مرداس

خيانة/ حب/ مال/ غدر/ انتقام/ سحر.. سيناريو قتل البرلماني مرداس

شغل مقتل البرلماني عبد اللطيف مدراس الرأي العام طيلة أسابيع، قبل أن يفك المكتب المركزي للأبحاث القضائية خيوط القضية الجمعة الماضي (24 مارس).
مقتل البرلماني حسم فيه وكيل الملك في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، أمس الاثنين (27 مارس)، مؤكدا أن الجريمة لم تكن لدوافع سياسية، وإنما بسبب الجنس والمال والانتقام.
موقع “كيفاش” يروي لكم في هذه الأسطر قصة الجريمة.

المشهد الأول
كانت وفاء تتردد على منزل عرافة في الدار البيضاء، كانت تقنعها بحل مشاكلها الزوجية باستعمال السحر والشعوذة.
أقنعت العرافة وفاء بالتنازل عن دعوى قضائية في ابتدائية بن أحمد موضوعها التطليق للشقاق من زوجها عبد اللطيف مرداس، البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري، وأقنعتها بأنها ستجد لها الحل المناسب.
قبل تلك الفترة، ربط عبد اللطيف مرداس علاقة غرامية مع ابنة محمد خنجر، المعروف في بن أحمد ببرحال، وهو مستشار جماعي له صيت وباع في المنطقة.
وعد مرداس برحال بالزواج من ابنته، لكن بعد أن طالت فترة الخطوبة طلب هذا الأخير فسخها بسبب عدم رغبته في تطليق زوجته.
الخلاف الأسري سيدفع مصطفى خنجر، ابن برحال، إلى تهديد عبد اللطيف مرداس بالقتل، بدعوى لتلطيخه سمعة الأسرة في بن أحمد، وهو ما أدى إلى اعتقاله ذات ليلة ولم يطلق سراحه إلا بتنازل من مرداس.
وفي وقت ربط مرداس علاقة غرامية مع ابنة خنجر، ربطت زوجته علاقة مع شقيق العرافة، هشام مشتري، المستشار الجماعي في منطقة سباتة في الدار البيضاء.
كان مشتري، إلى جانب العمل السياسي في حزب التجمع الوطني للأحرار، يمارس القنص، وكان من بين أمهر القناصة، ما أهله، في وقت سابق، إلى ترأس فيدرالية القناصين.
العلاقة الغرامية ستتحول إلى مادية، ثم الحب، ثم التفكير الانتقام من مرداس لخيانته، فقررت وفاء وخليلها تصفية البرلماني.
بحث هشام عن شركاء لتنفيذ جريمته، فاختار ابن أخته وشخصا آخر يتحدر من الهراويين، الذي تراجع في الأخير، حينها قرر مشتري تنفيذ الجريمة رفقة ابن أخته، بتنسيق مع الزوجة التي اختارت أن تكون خارج مسرح الجريمة.

المشهد الثاني
الزمان: الثلاثاء 7 مارس. المكان: حي كاليفرونيا في الدار البيضاء.
وقفت سيارة داسيا سوداء مزورة الصفائح أمام فيلا مرداس في حي كاليفورنيا الراقي، في انتظار الهالك، في حيت اتصلت به الزوجة للمجيء إلى المنزل.
جلس الجاني هشام مشتري في المقعد الخلفي للسيارة، فيما تكلف ابن اخته بالقيادة.
طالت مدة الانتظار فقرر زوار الليل الابتعاد عن الفيلا وانتظار مرداس قرب مدخل الحي.
أطفأ السائق محرك السيارة وأنوارها، منتظرين قدوم مرداس، الذي قدم من الاتجاه المعاكس، وبمجرد تجاوزهما لسيارة الضحية، عادا وتعقباه ببطء بسيارتهما، ولحظة توقف سيارة مرداس أمام باب الفيلا، فتح مشتري زجاج النافذة الخلفية للسيارة، وأخرج بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى التي لم تكن قاتلة.
حاول مرداس الفرار، فاصطدمت سيارته بجدار الفيلا، وهو ما استغله المستشار الجماعي ليطلق رصاصتين أردتا النائب البرلماني.
هرب المجرمون نحو منطقة السالمية، لإخفاء سلاح الجريمة، في وقت وصلت عناصر الشرطة والشرطة العلمية إلى مكان الحادث، لينطلق البحث.
في منطقة بعيدة عن مكان الحادث، وبالتحديد في مدينة بن أحمد، وصلت الأنباء إلى أسرة خنجر، التي كانت لها خلافات مع الضحية عبد اللطيف مرداس بسبب قصة زواج لم تكتمل من شقيقة مصطفى خنجر، ما دفع هذا الأخير إلى توجيه تهديدات إلى الراحل أمام الملأ.
توجه مصطفى خنجر إلى والده محمد، الملقب ببرحال، المستشار الجماعي عن حزب الاتحاد الدستوري، لإخباره بالجريمة التي انتشرت أخبارها كالنار في الهشيم على صفحات الفايس بوك.
طلب مصطفى من والده التوجه إلى منزل مرداس لتقديم واجب العزاء، رغم الخلافات، ما وافق عليه الأب.

المشهد الثالث
الزمان: الأربعاء 8 مارس. المكان: منطقة بن أحمد في سطات.
أحاطت الفرق الأمنية بمنزل أسرة خنجر، وطلبت من رب الأسرة الدخول رغم عدم التوفر على أمر قضائي، ما وافق عليه محمد خنجر.
دخل رجال الأمن إلى المنزل، لاعتقال مصطفى خنجر وشقيقته، وأثناء التفتيش عثر الأمن على سلاح صيد مماثل للسلاح الذي قتل به عبد اللطيف مرداس.
توجه المحققون إلى برحال بالسؤال عن الدخيرة، أخرج مفتاحه الذي لا يفارقه وفتح خزنة تحت مكتبه وأخرج علبة الرصاص.
أبلغ المحققون برحال الأمر باعتقال ابنه وابنته، وتوجهوا بهما إلى مقر الشرطة القضائية في الدار البيضاء.
بعد ساعات أصدرت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمصلحة الولائية للشرطة القضائية في الدار البيضاء وفرقة الشرطة القضائية في أمن عين الشق في الدار البيضاء، بلاغا تكشف فيه توقيف مصطفى خنجر، الشاب البالغ من العمر 27 سنة، ذو السوابق القضائية، يشتبه في علاقته المحتملة بجريمة القتل العمد باستعمال السلاح الناري، التي راح ضحيتها مرداس.
في آخر اليوم، طلب المحققون من محمد خنجر مغادرة مقر البناية رفقة ابنته والعودة في اليوم الموالي لاستكمال التحقيق، فيما أبقت على مصطفى رهن الاعتقال.
وفي اليوم الموالي، الخميس (9 مارس)، شيعت جنازة عبد اللطيف مرداس في مقبرة الشهداء في الدار البيضاء.

المشهد الرابع
الزمان: الجمعة 10 مارس. المكان: محكمة عين السبع في الدار البيضاء.
بعد يومين من التحقيقات في مقر الشرطة القضائية في الدار البيضاء، أحيل مصطفى خنجر على قاضي التحقيق في محكمة عين السبع.
استمع قاضي التحقيق إلى 6 شبان من رفاق مصطفى، أكدوا في شهاداتهم أن مصطفى كان رفقتهم بين الساعة 9 ليلا ومنتصف الليل يوم الحادث.
في اليوم نفسه طلب قاضي التحقيق إطلاق سراح مصطفى، لعدم وجود أدلة تدينه في القضية، وقرر قاضي التحقيق متابعته في حالة سراح.
في حدود منتصف الليل، أفرج عن مصطفى خنجر من مقر الشرطة القضائية في شارع الروداني في الدار البيضاء ونقل إلى منزل أحد أقربائه في المحمدية، ثم غادر المدينة في اليوم الموالي نحو بن أحمد.

المشهد الخامس
قللت وفاء من لقاءاتها مع خليلها هشام، في وقت عكف فيه المكتب المركزي للأبحاث القضائية في التحقيق، ما بين 9 مارس و23 منه، لكشف ملابسات الحادث.
يوم الجمعة الماضي (24 مارس)، سيستدعي مكتب عبد الحق الخيام الزوجة وفاء للتحقيق، بعد عثور المحققين على رقم غريب في هاتف ابنتها. الرقم هو بطبيعة الحال لهشام مشتري.
التحقيق مع وفاء سينتهي باعتقالها رفقة خليلها والعرافة، فيما. سيبدأ المحققون بحثا عن ابن أخت هشام.
قبلها عثر المحققون في منزل المشتبه فيه على سلاحي صيد وخراطيش مشابهة لتلك التي استعملت في تنفيذ الهجوم.

المشهد السادس
توجه المحققون وعناصر الشرطة العلمية مع هشام مشتري إلى منطقة السالمية حيث رمى سلاح الجريمة.
وفي اليوم الموالي، (الأحد 26 مارس)، أعاد هشام تمثيل الجريمة أمام منزل المجني عليه في حي كاليفورنيا في الدار البيضاء.
تسارعت الأحداث ونظم حسن مطر، وكيل الملك في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، ندوة صحافية أمس الاثنين (27 مارس)، أعلن فيها عن توقيف ثلاثة أشخاص وإصدار مذكرة بحث عن شخص رابع (ابن أخت هشام) ووضعهم رهن الحراسة النظرية ومتابعتهم قضائيا بتهمة تكوين عصابة إجرامية.
حسن مطر أكد أن القضية لا تكتسي أي طابع سياسي أو إرهابي، وأن الدافع الرئيس وراءها هو الجنس والمال والرغبة في الانتقام.
وبعد قيام الضابطة القضائية، يقول حسن مطر، بإعادة تشخيص الجريمة، تم توجيه تهمة تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد وحمل سلاح دون ترخيص للمتهمين.