• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 20 سبتمبر 2012 على الساعة 11:54

خوفي من البارود الإيديولوجي

خوفي من البارود الإيديولوجي

 

يمكن لتفاهات الباحثين عن الخروج من أزمات شخصية أن تخلق أحداثا دراماتيكية عالمية، ويمكن لـ”حمقى الله”، على حد تعبير جيل كيبل، أن ينجروا للعبة بسرعة وسهولة وحماس. هذا على الأقل ما ينطبق على الإنتاجات المسيئة للإسلام هذه الأيام، وما يتلوها من ردود فعل تجاوزت الإحتجاج والتهديد إلى القتل وإهدار الدماء.

في الحالتين الأمريكية والفرنسية يقف وراء الإساءة يائسون، يستغلهم مهيجون إيديولوجيون من التيار المحافظ المتطرف، في الولايات المتحدة ينتصب خلف الفيلم المسيئ للإسلام شخص يجر خلفه أحكاما طويلة من السجن وإعادة التأهيل في قضايا التزوير والنصب والاحتيال. وفي فرنسا تقف وراء الرسوم المسيئة للرسول جريدة يقول عنها الفرنسيون إنها “بدأت تشيخ، وتتعمد ركوب الموجة لمجرد الإثارة”.

ولست أدري ما الذي يجعل “فيلما” لا يستحق حتى هذه التسمية، أو رسومات في جريدة ليست من كبريات الصحف الفرنسية أو ذات نفوذ، وإن كانت معروفة باستفزازاتها، تجر بعضنا في العالم الإسلامي إلى كل هذا الهيجان الذي يجعل المنطقة تعيش حالة استنفار أمني، قد يتلوه، إذا ما توسعت دوائر الحماقات في بلدان انفلتت من القائمين على شؤونها، تلويح عسكري خارجي، لوحت إليه كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية هيلاري كلينتون أول أمس بـ”الرد الحازم” على الإعتداءات والتحريض على القتل الذي يطال ممثليها الديبلوماسيين وبعثاتها الخارجية.

وسيكون مشروعا أن نخاف في القادم من الأيام من هذا الجنوح المتزايد نحو الحماقات في أوساط اليمين المتطرف الأوروبي، ونحن نرى كيف يسعى متطرفون في ألمانيا وبلدان أخرى إلى توسيع مجالات التوتر إما بإعادة بث أو نشر أعمال الإساءة التي أدانها الديمقراطيون والمسيحيون، في الوقت الذي يعد حمقانا عدتهم لـ”جهاد” يسيء للنبي محمد ولدين التوحيد ولصورة الإسلام كدين للتسامح والتسامي عن الإساءات مهما بدت مستفزة.

هل تترك الإنسانية حمقى الـ”هنا وهناك” يعبثون بقيمها ومصيرها؟ إنه السؤال الأكثر ملحاحية في لحظة العبث هذه، والأكثر مدعاة للحوار والتفاهمات بين صناع القرار السياسي والمدني في بلدان الإستفزاز وبلدان الهيجان. لقد كانت الحرب العالمية الأولى بسبب عصبية مقتل أمير، وخوفي اليوم، ولو بقدر مشروع من المبالغة، أن يكون مقتل سفراء، لاقدر الله، سببا في انفجار براميل البارود الإيديولوجي.