أكد مبارك الطايعي، أستاذ علم الاجتماع القروي والتنمية في كلية العلوم الاجتماعية التابعة لجامعة ابن طفيل في القنيطرة، أن البرنامج الاستثنائي الذي أعدته الحكومة، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية الاستباقية، للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، يعد تدبيرا ضروريا يروم دعم الموسم الفلاحي الحالي.
وقال الطايعي، في اتصال هاتفي مع موقع “كيفاش” إن هذه المبادرة الملكية جاءت في وقتها و”تنم عن رؤية استراتيجية عميقة للتطوارت”، وأضاف “الإشارات الملكية دائما يكون لها بعد نظر”.
وكشف المتحدث ذاته، أنه أجرى أخيرا بحثا عن تأثيرات الجفاف على الماشية والمناطق الرعوية في الجهة الشرقية، وتبين له أن “هناك إشارات بأن العديد من مربي الماشية، وفي حال استمرت التساقطات المطرية عن التأخر، وفي حال لم تتدخل الدولة لدعمهم، سينسحبون من هذا النشاط والبحث عن نشاط آخر وبالتالي الهجرة”.
وشدد الخبير في المجال القروي، أن هذه المبادرة بدعم الفلاحين المتضررين من موجة الجفاف ستعيد الاطمئنان إلى الفاعلين في المجال الفلاحي.
ويهدف البرنامج الاستباقي إلى تخفيف التأثير على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين، يأتي في الوقت المناسب، نظرا للوضع الراهن الذي يتسم بنقص كبير في التساقطات المطرية.
وستتيح الالتفاتة الملكية اتخاذ التدابير اللازمة لدعم القيمة المضافة الفلاحية وإعادة الأمور إلى نصابها في أفق تحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ حوالي 3 في المائة.
يذكر أن جلالة الملك قد أعطى أمره السامي، بأن يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة ملايير درهم في هذا البرنامج، الذي سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم.
ويرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق المحور الأول منها بحماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، ويستهدف المحور الثاني التأمين الفلاحي، فيما يهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي.
