• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 29 ديسمبر 2016 على الساعة 10:40

حميد شباط.. أسبوع في الجحيم!!

حميد شباط.. أسبوع في الجحيم!!

فرح الباز
لم يكن الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، يدرك أن ما تفوه به خلال دورة المجلس العام الموسع للاتحاد العام للشغالين في المغرب، يوم السب الماضي (24 دجنبر)، حول حدود الدولة الموريتانية، سيحدث كل هذه الجعجة وكل هذا الطحين، الذي كاد أن يخلق أزمة دبلوماسية جديدة بين البلدين.

أول رد فعل من موريتانيا
مباشرة بعد تصريح حميد شباط، خرج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وهو الحزب الحاكم في موريتانيا، ليطالب النخب المغربية وقيادات حزب الاستقلال بالاعتذار للشعب الموريتاني، معبرا، في بيان له، عن تنديده وشجبه لهذه التصريحات، مشبها إياها بـ”الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة”‪.‬
وقال حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إن حديث شباط ينم عن “صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لا مثيل له، تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي”.

ركوب البوليساريو
واستغلت جبهة البوليساريو تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، لتوجه اتهامات خطيرة للمملكة، وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي إن المغرب ينهج سياسة تقوم على “التوسع والعدوان”، والتي توجد خلفيتها النظرية في “فلسفة حزب الاستقلال التي تنادي بما تمسيه المغرب الكبير”.
ونددت البوليساريو بتصريحات شباط التي وصفتها بـ”الاستفزازية”، مضيفة أن المملكة المغربية التي ترفع “اليوم مطلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، لا هدف لها إلا تشريع احتلالها العسكري (…) حتى ولو كان على أنقاض المنظمة القارية”، على حد تعبيرها.

الاستقلال يدافع
بعد تنديد الحزب الحاكم في موريتانيا بتصريحات حميد شباط، أكد حزب الاستقلال أن كلام أمينه العام جاء في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر، وفي إطار استعراض أهم المحطات في التاريخ السياسي للمغرب، وما طبعها من اختلافات بين مختلف الأطراف.
وأوضح حزب الاستقلال، في بلاغ توضيحي له، أصدره يوم الاثنين الماضي (26 دجنبر)، أنه “تابع باستغراب كبير استهداف أمينه العام وكل من الإعلام المغربي والنخب المغربية من خلال بلاغ حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا”.

الخارجية تقصف
في ردها على تصريحات حميد شباط، عبرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن رفضها لما جاء على لسان الأمين العام لحزب الاستقلال، واصفة إياه بالكلام “الخطير وغير المسؤول”، و”يضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق وينم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية”‪.‬
وقالت الوزارة، في بلاغ صادر يوم الاثنين الماضي (26 دجنبر)، إن المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية، وأن تصريحات شباط لا تمس سوى بمصداقيته”.

غضبة الاستقلال على الخارجية
البلاغ الناري الذي أصدرته وزارة الخارجية والتعاون خلق ضجة داخل بيت الاستقلاليين، وأربك أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، التي ردت ببلاغ شديد اللهجة أعلن فيه أن وزارة الخارجية ليس من مهامها تقييم وتصنيف مواقف وقرارات الأحزاب السياسية.
وأضاف البلاغ الثاني لحزب الاستقلال أن وزارة الخارجية مطالبة بالتوفر على قدر كبير من الكياسة واللباقة في اختيار العبارات التي تصوغ بها بياناتها، وأن حزب الاستقلال يرفض التطاول عليه وعلى أمينه العام، كما يرفض تلقي دروس في الوطنية من وزير الخارجية.

الأحرار يدخل على الخط
بعد وزارة الخارجية والتعاون، انتقد حزب التجمع الوطني للأحرار تصريحات حميد شباط واصفا إياها بـ”غير المسؤولة”، معتبرا أنه “من المقلق أن تصدر تصريحات غير مسؤولة عن زعيم حزب مغربي في حق بلد جار، في ظل الإرادة القوية للمغرب والملك محمد السادس للعمل على التقريب بين دول القارة”.
وعبر حزب الحمامة، في بلاغ أصدره ليلة الاثنين الماضي (26 دجنبر)، عن توجسه مما أسماه “الانعكاسات السلبية لمثل هذه التصريحات اللامسؤولة على مسار ملف قضيتنا الوطنية الأولى”، داعيا الشعب والحكومة الموريتانيين إلى “عدم الاكتراث بمثل هذه التصريحات التي لا تعبر إلا عن رأي أصحابها”.

المعارضة الموريتانية ترحب
أشاد منتدى المعارضة في موريتانيا، في بيان له، بمضمون بلاغ وزارة الخارجية وبـ”المواقف المبدئية والأخوية المعبر عنها وتلك الصادرة عن المملكة المغربية الشقيقة”، معتبرا إياها “مواقف منتظرة من المملكة المغربية الشقيقة والتي تمليها العلاقات والروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين”‪.‬
وجدد منتدى المعارضة دعوته الجميع إلى “جعل العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين الموريتاني والمغربي فوق كل التجاذبات الظرفية والحسابات الضيقة”.
واعتبر رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني، محمد جميل ولد منصور، أن “وزارة الخارجية المغربية أحسنت ببيانها الرافض لتصريحات شباط”، معتبرا أنه “حسنا فعلت المملكة حين نأت بنفسها عن تصريحات شباط”، ومؤكدا أن “موريتانيا لا يصلح لها إلا اعتماد التوازن في سياستها الخارجية”‪.‬

اتصال بين الملك والرئيس الموريتاني
صباح أول أمس الثلاثاء (27 دجنبر)، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، جدد خلاله العاهل المغربي التعبير، للرئيس الموريتاني، عن دعمه ومشاعر الصداقة الراسخة، وكذا تشبثه بعلاقات حسن الجوار والتضامن بين البلدين، المبنية على روابط عريقة وأسرية والتي ظلت على الدوام قائمة بين الشعبين‪.‬
كما أعلن الديوان الملكي، أن الملك قرر إيفاد رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، إلى الرئيس الموريتاني‪.‬
وطلب الملك محمد السادس من رئيس الحكومة تبديد كل سوء فهم قد يكون له تأثير سلبي على العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وموريتانيا‪.‬

الفاسي يكذب شباط
في سياق توالي البلاغات، والشد والجذب، خرج عباس الفاسي، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، ليكذب ما جاء على لسان حميد شباط بخصوص تشكيل حكومة 2012، ودور كل من المستشار الملكي فؤاد علي الهمة، والمستشارة الراحلة زليخة نصري‪.‬
وقال عباس الفاسي، في بيان حقيقة عممه على وسائل الإعلام أول أمس الثلاثاء (27 دجنبر)، إن “ما جاء على لسان حميد شباط حول ظروف تشكيل الحكومة سنة 2012 زائف، ومجانب للصواب، ولن يمس مطلقا بمصداقية كل من عباس الفاسي وفؤاد عالي الهمة والمرحومة زليخة نصري”.‪ ‬

الحركة تلتحق بالركب
بعد حزب التجمع الوطني للأحرار، أصدر حزب الحركة الشعبية، مساء أمس الثلاثاء (27 دجنبر)، بلاغا ينتقد فيه تصريحات شباط، التي اعتبرها “بدون جدوى ما دامت تفتقد لحقيقة تقييم الجهود الرامية إلى تثبيت الروابط الأخوية التي تجمع بلدنا بالقارة الإفريقية، وكذا المشاركة الحقيقية في تنميتها، وفقا للتوجيهات الملكية”.

الحكومة غاضبة
بعد اجتماع للمجلس الحكومي، أمس الثلاثاء (27 دجنبر)، أعلنت الحكومة مساندتها المطلقة لكافة التدابير التي يتخذها الملك محمد السادس في معالجة تداعيات التصريحات الأخيرة حول الشقيقة موريتانيا.
وقالت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووزيرة الاتصال الناطقة الرسمية باسم الحكومة بالنيابة، إن المجلس أكد، في معرض تداوله حول مستجدات الساحة السياسية “مساندة الحكومة المطلقة لكافة التدابير التي اتخذها ويتخذها الملك في معالجة تداعيات التصريحات الأخيرة حول الشقيقة موريتانيا”.

حجيرة يقلب الطاولة
خرج توفيق حجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، اليوم الأربعاء (28 دجنبر)، بتصريح يتبرأ فيه من تصريحات حميد شباط، أكد فيه أنه “كرئيس للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، ثاني مؤسسة تقريرية بعد المؤتمر العام للحزب، أود أن أعلن أنني سقطت في سوء تقدير لخطورة تصريح الأمين العام على علاقاتنا المتينة والدائمة التي ربطتنا دائما مع الشقيقة موريتانيا، وعلى مضاعفات تصريح الأمين العام لحزب الاستقلال المتعلق بهذا الموضوع علاقة بمجهودات المملكة المغربية على المستوى الجهوي والقاري والتي كانت دائما تقوم على حسن الجوار والتعاون والتضامن”.

الاستقلال يرد على حجيرة
ردا على تصريحات رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، خرج الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، ببلاغ كشف فيه أن احجيرة ساهم في صياغة بلاغ اللجنة التنفيذية أول أمس الاثنين (26 دجنبر).
وجاء في بلاغ للناطق الرسمي باسم حزب الميزان: “أصدر توفيق احجيرة عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بيانا عممته وكالة المغرب العربي للأنباء وعدد من وسائل الإعلام الوطنية، يعبر فيه عن تقديره الشخصي لبيان اللجنة التنفيذية، الذي ساهم في صياغته رفقة جميع أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب”.

ابن كيران في موريتانيا
قال رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران، عقب اجتماعه مع الرئيس الموريتاني، صباح أمس الأربعاء (28 دجنبر) في مدينة ازويرات، إن التصريحات التي صدرت عن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، “غير مسؤولة وتعبر عن شخصه فقط ولا تمثل الموقف الرسمي المغربي”.
وأضاف ابن كيران، حسب ما نقلته وكالة الأخبار الموريتانية، “رب ضارة نافعة، هذه التصريحات ستكون منطلقا لعلاقات جديدة بين نواكشوط والرباط، علاقات يشعر فيها الموريتاني في المغرب أن له مكانة خاصة، ويشعر فيها المغربي بموريتانيا أن له مكانة خاصة”.

موقف التقدم والاشتراكية
دخل حزب التقدم والاشتراكية، بدوره، على خط التنديد بتصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال.
وأصدر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بلاغا، أمس الأربعاء (28 دجنبر)، ثمن فيه مضامين الاتصال الذي أجراه الملك محمد السادس مع رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وأكد الحزب على التشبث بالعلاقات بين الشعبين المغربي والموريتاني، والقائمة على حسن الجوار والتضامن، وعلى الاحترام الراسخ لسيادة موريتانيا ووحدتها الترابية، وفقا لمقتضيات القانون الدولي، وحرص المغرب القوي على صيانة هذه العلاقات الثنائية المتميزة ضد أي محاولة للمساس بها.

نقابة الاستقلال تدافع عن شباط
وفي سياق “حرب البلاغات” هذه أصدر الاتحاد العام للشغالين في المغرب، بدوره، بلاغا يندد فيه بما جاء في بلاغ وزارة الخارجية، معتبرا أنه “يخدم أجندة داخلية مشبوهة تبتغي النيل من الأحزاب الوطنية”.
وأضاف الاتحاد العام للشغالين، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، أن اللحظة الراهنة “تؤكد وبشكل واضح أن حزب الاستقلال مستهدف بنية مبيته لاسيما في شخص أمينه العام الذي أولت كلمته التأطيرية بعيدا عن سياقها”.
وأدان الاتحاد “تشكيك” بلاغ وزارة الخارجية “في وطنية الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي يعد سابقة خطيرة لمؤسسة من مؤسسات الدولة في حق أمين عام حزب سياسي معروف بمواقفه الوطنية، وأن ليس من حقها رسم مسافات بين الحزب الوطني وأمينه العا” حسب تعبير البلاغ‪.‬

‪شباط يعتذر‬
ثم جاء مقال حميد شباط في جريدة “العلم” لسان حال حزب الاستقلال، ليوم غد الخميس (29 دجنبر)، الذي اعتذر فيه زعيم حزب الميزان للجمهورية الإسلامية الموريتانية، رئيسا وحكومة وشعبا، بعد سجال دام لحوالي 4 أيام.
وأوردت الافتتاحية: “إذا كان من اللازم الاعتذار للشعب الموريتاني، لما قد يكون ترتب من سوء فهم تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن الأمين العام وقيادات حزب الاستقلال، لا تتردد في الاعتذار لموريتانيا الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا، مؤكدة من جديد أن الأمين العام للحزب كان بصدد الحديث عن سياق تاريخي مضى وولى، وموقف حزب الاستقلال من موريتانيا الشقيقة هو بالضبط ما أكده جلالة الملك للرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز في الاتصال الأخير بينهما”.