في تقرير مطول، أوضح موقع lafrique-adulte.com أن المغرب نجح في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية وازنة في مجال الأمن والاستخبارات، من خلال نهج متكامل يجمع بين الخبرة الميدانية، التكوين العالي، والتعاون الدولي المكثف. وأضاف الموقع أن المؤسسات الأمنية المغربية، وعلى رأسها المديرية العامة للدراسات والمستندات، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني، أصبحت اليوم مرجعا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بفضل كفاءاتها ونتائجها الملموسة داخل المملكة وخارجها.
وأشار الموقع إلى أن دولا عديدة أصبحت تلجأ إلى الخدمات الأمنية المغربية، سواء في إطار التعاون الثنائي أو الإقليمي، خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويعود ذلك إلى فعالية أجهزة الاستخبارات المغربية، وقدرتها على تقديم معلومات دقيقة واستباقية حول التهديدات الإرهابية، ما ساهم في إفشال العديد من الهجمات داخل وخارج المملكة.
محمد ياسين المنصوري.. رجل الظل
وسلط التقرير الضوء على شخصية محمد ياسين المنصوري، مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات، مشيرا إلى كونه أول مدني يترأس هذا الجهاز الحساس في تاريخ المغرب، وهو خريج الكلية الملكية وزميل دراسة الملك محمد السادس منذ الطفولة. ووصف الموقع المنصوري بأنه شخصية شديدة التواضع والسرية، لا يسعى إلى الظهور الإعلامي، ويركز على العمل بعيدًا عن الضوضاء.
ووفقا لـ lafrique-adulte.com، فإن مسيرة المنصوري بدأت في وزارة الداخلية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث برز بقدرته على التحليل الاستخباراتي وقراءة التهديدات المعقدة. وبرز اسمه أكثر في سنة 1999، حين كُلف بإعداد تقرير حول أحداث العيون، إلى جانب الجنرال حميدو لعنيكري، ما أسهم في إعفاء إدريس البصري، الوزير القوي حينها.
ويُعرف المنصوري، بحسب الموقع، بعلاقاته الدولية القوية وتواصله المستمر مع أجهزة استخبارات أوروبية وأمريكية، حيث يحظى باحترام واسع، وتم استقباله مرارًا في واشنطن، كما نال في دجنبر 2023 وسام “نجمة رومانيا” من الدرجة الرفيعة، اعترافا بدوره في تحرير رهينة روماني في الساحل الإفريقي.
عبد اللطيف حموشي.. ابن المغرب العميق
وفي القسم الآخر من التقرير، أبرز الموقع المسار الاستثنائي لعبد اللطيف حموشي، الذي يتولى منذ سنة 2015 رئاسة كل من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والمديرية العامة للأمن الوطني، وهو ما يعكس حجم الثقة التي يضعها فيه الملك محمد السادس.
وُلد حموشي في قرية بني فتح، قرب تازة، وعرف منذ بداياته بقدرته الاستثنائية على التحليل والرصد، حتى إن وكالة الاستخبارات الأمريكية عرضت عليه منصبا رفيعا وجنسية أمريكية، لكنه رفض، مؤكدًا: “ولدت مغربيا وسأموت مغربيا”.
وأشار lafrique-adulte.com إلى أن حموشي، الذي نادرا ما يظهر في الإعلام، أحدث تحولات جذرية داخل جهاز الأمن الوطني، سواء من حيث الهيكلة، أو الشفافية، أو تحديث البنيات والمعدات، وصولًا إلى مراجعة كاملة لمساطر التوظيف لضمان تكافؤ الفرص.
وذكر الموقع أن حموشي لم يتغيب عن العمل لما يزيد عن 20 عاما، وأنه يقسم وقته بين مكتبه في الرباط ومركز الاستخبارات في تمارة، حيث يتابع أدق الملفات، من مكافحة الإرهاب إلى محاربة شبكات التهريب العابر للحدود.
نجاحات خارجي وداخلي
وأكد التقرير أن المغرب شارك، بشكل فعال، في التصدي للعديد من التهديدات خارج حدوده، مثل العمليات في منطقة الساحل والصحراء، وتقديم معلومات دقيقة إلى حلفائه حول أنشطة الجماعات الإرهابية. ومن أبرز الأمثلة، المساهمة المغربية في تحديد هوية منفذي اعتداءات سريلانكا سنة 2019، رغم بُعد المسافة التي تفوق 9300 كلم.
كما كشف الموقع أن المغرب ساعد في تحرير رهائن، وأفشل عمليات لجماعات مثل القاعدة، المرابطون، بوكو حرام، وحركات أخرى تنشط في الساحل، مشيرا إلى أن هذه العمليات أكسبت الأجهزة المغربية احترامًا كبيرًا في المحافل الأمنية الدولية.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن صورة الشرطة المغربية تغيرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بفضل العمل المتواصل الذي يقوده عبد اللطيف حموشي، حيث أصبح المواطن يلاحظ تطورا في اللباس، والانضباط، والتواصل، بل وحتى في مبدأ المحاسبة، مستشهدا بتوقيف أو معاقبة أكثر من ألفي موظف في سنة واحدة.
وأضاف أن هذا التحول غير المسبوق، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، يجعل من التجربة المغربية في الأمن والاستخبارات نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي والإفريقي.