حاضِر الوقت كله. لا يترك مناسبة تمر إلا تحدث فيها. في الليل أو في النهار. بداية الأسبوع أو في الويكاند. في الصيف أو في الشتاء. بمناسبة أو بدونها. المهم أن يقول شيئا ما. والأهم أن يكون حاضرا في الصحف والمواقع الإلكترونية، مع الوصف الشهير: النائب المشاكس.
عبد العزيز أفتاتي، وهو شخص خفيف الظل، مرح، كيب على ما يبدو، واحد من إنتاجات الصحافة المغربية لا أقل ولا أكثر. لا يبدو، على ما يبدو، أنه من الكائنات السياسية التي قد يضرب لها ألف حساب. لا يمارس السياسة فنا، بل هو أقرب إلى لاعبي الكرة المتخصصين في تشتيت الكرة، وهكذا يصنع كلما جاءته الفرصة بين يديه، أو بين رجليه بالأحرى.
من باب الموضوعية، أو قريبا منها، بعض الصحافيين يتحملون المسؤولية في هذا الوهم الذي سكن أفتاتي. كيف؟ يطلبون رأيه في كل شيء. في شؤون البيجيدي. في شؤون الدولة. في السياسة. في الفساد. في التماسيح والعفاريت والضفادع والحمام والدجاج والذباب. في كرة القدم. في الفن. في الطبح. وحتى في قبلات طائرة. الصحافيون يطلبون، وهدفهم، ربما، ليس ما سيقول وإنما ذاك الوصف السحري: النائب المشاكس… وهو يستجيب، ولا أحد يدري لٍم يستجيب ويجيب عن كل سؤال.
كان بالإمكان أن يكون أفتاتي إلى واحد من الأطر القوية لحزب العدالة والتنمية. لو أنه التزم الحكمة، وليس الصمت، لكان الأمر أفضل، له ولحزبه ولمجلس النواب ولمن انتخبوه، إنما ربما استلذ اللعبة، حتى كاد يتحول إلى “بهلوان”.. تصريحاته تضحك أكثر مما تفيد… وآخرها أن يتحدث عن انتخابات بوزبال.
انتخابات بوزبال؟ لماذا تشارك فيها إذن يا أفتاتي؟