لا يختلف إثنان على صدق وجمال قصة الحب التي جمعت الثنائي، عزيز سعد الله وخديجة أسد، لأزيد من 30 سنة.
وانعكس جمال قصة الحب بين أسد وسعد الله على الشاشة، إذ أصبحا ثنائيا فنيا يعرفه جل المغاربة، ثنائي سيظل راسخا في قلوبهم لعقود من الزمن.
وشاءت الأقدار بعد مرور عامين على وفاة عزيز سعد الله، أن تلتحق به زوجته، التي تحولت إلى وردة ذابلة بعد رحيله.
أول لقاء
التقى الراحل عزيز سعد الله بخديجة أسد عندما كانا يدرسان بالمعهد البلدي للموسيقى والرقص والفنون الدرامية في الدار البيضاء.
وخلال تلك الفترة، جمعت بينهما مسرحيات كـ »الدروج » عام 1969، و »ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب » و »مونسيرا ».
ثنائي مميز على الشاشة
وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي، انفتحت كل من أسد وسعد الله على التلفزيون المغربي وظهرا معا كزوجين في العديد من الأعمال الكوميدية.
وبعد أول ظهور لهما كثنائي على الشاشة، كسب أسد وسعد الله حب المغاربة، بعفويتهما وروحهما المرحة وخفة ظلهما.
وقدم الثنائي أعمالًا مميزة، كـ »هو وهي »، و »صور ضاحكة »، و »لالة فاطمة » في مواسمها الثلاث، « دور بها يا الشيباني »، « ماشي بحالهم »، و »بنت بلادي ».
لالة فاطمة
زادت شهرة الثنائي، بعد تقديمه لعدة مواسم سلسلة « لالة فاطمة »، التي أصبحت بين أكثر الأعمال المحبوبة لدى المغاربة.
ونجح الثنائي عبر سلسلة « لالة فاطمة » أن يعكس واقع عائلة مغربية بمشاكلها وأفراحها وأحزانها، بطريقة تجذب المشاهد المغربي.
فصل جديد في كندا
وفي عام 2004، هاجر عزيز سعد الله رفقة زوجته وابنيهما سارة وسليم إلى كندا وأسسا في الموسم شركة « أسد للإنتاج الفني » بمونريال.
وشارك الثنائي في إنتاج سلسلات وأفلام بالتلفزيون الكندي كما قدما سكيتشات وعروض فنية في مسارح مونريال.
حب ووفاء
منذ بداية شهرتهما، لم يظهر يوما سعد الله دون زوجته أسد، وهي كذلك.
وفي كل مناسبة كان يظهرا فيها مع بعض وفي كل لقاء صحافي كانا يقومان به، كانا يؤكدان على الحب المتبادل بينهما والدعم الدائم الذي يقدمانه لبعضهما البعض.
نهاية قصة حب جميلة..
في شهر أكتوبر من العام 2023، عاشت أسد أسوء تجربة في حياتها، وهي فقدان زوجها ورفيق دربها.
ولاحظ محبو أسد بعد رحيل زوجها، أنها فقدت ابتسامتها المعهودة التي لم تكن تفارق وجهها، وكذلك لذة الحياة وأصبحت وحيدة.
وبعد عامين من رحيل زوجها، توفيت أسد، أمس الأربعاء (25 يناير)، بعد معاناة مع السرطان، لتكتب مع ذلك، نهاية أجمل قصة حب في الوسط الفني المغربي.
