• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 23 مايو 2022 على الساعة 19:00

تجريح وانزلاقات لغوية.. ابن كيران وأزمة الاندماج في الحقل السياسي

تجريح وانزلاقات لغوية.. ابن كيران وأزمة الاندماج في الحقل السياسي

لا يتوانى عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في مهاجمة الكاتب الأول من خلال استعمال خطاب سياسي ينهل من قاموس شعبوي منفر، ويعمق الهوة بين الفاعل السياسي الحزبي والمواطن المغربي.

“الحميّر” و”المكروب السياسي”

قبل أيام استل ابن كيران ما في جعبته من ألفاظ بذيئة، وشحذ لسانه ليهاجم عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، وصفاً إياه بـ”الحميّر” وبـ”المكروب السياسي”.

وقال ابن كيران، في كلمته خلال المؤتمر الجهوي للبيجيدي في الدار البيضاء يوم الأحد الماضي (15 ماي)، “ما عنديش مشكل اسميني ذيب شارف.. أنا ذيب شارف، لكن هو غي حميّر.. مع كامل الاحترام للحمار”، قبل أن يضيف ناعت العلمي بـ”الميكروب”.

“بوعو” و”غدار”

ويبدو أن ابن كيران لا يجد ما يؤثت به خطاباته سوى الهجوم على الفرقاء السياسيين، ولم يعد في خطابه ما يشد أتباعه سوى الهجاء والمعاطية.
فبعد رئيس مجلس النواب جاء الدور، مجددا، على الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الذي هاجمه ابن كيران غير ما مرة في لقاءاته الحزبية، آخرها أمس الأحد (22 ماي)، في كلمته في المؤتمر الجهوي السادس لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وفي كلمته عاد ابن كيران للحديث عن مرحلة “البلوكاج” الدي عرفته تشكيل حكومة 2016، متحدثا عن أن عزيز أخنوش، لكي يشارك في الحكومة عقب انتخابات أكتوبر 2016 “مشا جاب واحد بوعو تيخلع”، في إشارة إلى لشكر.

وقال ابن كيران: “جا عندي (أي إدريس لشكر)، واتفقت معه على يدخلو للحكومة، وقلت ليه يرسل لي لائحة بأسماء وزراء الحزب فالحكومة… كنت عاطي لنبيل بنعبد الله خمس حقائب وزارية، وكنت عوال هذا نعطيه قدو ولا أكثر منو”.
وأضاف: “ملي شاف الرياح اتجهت للجهة الأخرى، ولى معهم، يعني غدر، وهادا السبب للي خلاني نقاطعو، والعجيب تيبغي يبان بلي هو للي مقاطعني، كنتسامح مع الناس اللي فيهم ضعف بشري، ولكن الغدار ما تنعاودش نقبلو، وناس دياولو تيقولو نفس الكلام”.

أزمة اندماج

وفي تعليقه على خرجات ابن كيران، قال الصحافي والمحلل السياسي، عبد الحميد جماهري، إنها تنم عن “أزمة اندماج في الحقل السياسي المغربي أكثر منها تمارين في اللغو”.
وقال جماهري، في تصريح لموقع “كيفاش”، إن “اللايفات السياسية التي يتكرم علينا ببعضها بعض القادة السياسيين تكشف عن أزمة في الخطاب السياسي لدى جزء من النخبة السياسية، وهناك مسافة هوة بين ما تتطلبه المرحلة من جدية واتزان وعمق التحليل والإبداع في التشخيص وبين هذه الخرجات التي تعطي الانطباع بأن هناك بؤس عميق في الحقل السياسي”.
وأضاف مدير نشر جريدة “الاتحاد الاشتراكي”: “خارج طبيعة هذا الكلام والتجريح والانزلقات اللغوية تكشف عن أزمة اندماج في الحقل السياسي أكثر منها تمرين في اللغو، وإلا ما معنى أن تهاجم الصحافة وتهاجم الأغلبية والمعارضة والنقابات؟ وتهاجم ضمنيا الناس الذين لم يصوتوا، وتدخل الدولة في منطقة الالتباس العاطفي، الدولة كتبغينا لا الدولة ما كتبغيناش، دولة البغو والهجران ماشي دولة الحق والقانون!”

عزلة سياسية

وقال المحلل السياسي: “يبدو أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لم يستوعب أن هناك تعاقدات سياسية في المغرب، ربما بدأت قبل أن يكون حزبه موجودا، هذه التعاقدات التي بنيت لم ينجح في الاندماج داخلها”.
وأضاف جماهري: “تقديري أن عدم إدراك هذا التوافق ظهر حتى وهو خارج الأمانة العانة حينما دافع عن خروج العدالة والتنمية عن التوافقات التي سبقت الانتخابات، ونستحضر هنا مراجعة القوانين الانتخابية وتقنين الكيف والقوانين المتعلقة بالتربية والتكوين، التي سجل فيها العدالة والتنمية عزلة سياسية انتهت بقفل دستوري عندما توجه إلى المحكمة الدستورية للطعن في القوانين الانتخابية لكنه وجد نفسه وحيدا في هذه الطبقة السياسية”.

تدمير الدولة الاجتماعية

واسترسل المتحدث: “هنا كان يبغي أن يراجع نفسه، فكل الأحزاب تعرف تراجعات وهذا الأمر ليست فيه سبة بقدر ما تكون مناسبة لإنضاج التفكير، أما الهجوم ومحاولة التجريح في الأشخاص فهذا لا يزيدهم إلا قوة وتثبيتا، وأيضا يجعل الجميع يدافع عن رموزه الحزبية ونتائج ممارسته للديمقراطية الداخلية”.
وتابع جماهري: “أنا لا أفهم كيف يمكن لسياسي أن يقول: أنا سأعود لأقوم بكل ما في جهدي لهدم أسس الدولة الاجتماعية التي وضعها جلالة الملك منذ كوفيد وما بعد كوفيد كأفق استراتيجي كبير للمغرب، وألح جدا على إعلان هذه الدولة الاجتماعية، وهذه الخرجات هي إلحاح على تدمير مقوماتها”.