• إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
  • أسماء لمنور: بغيت ولدي يكون محترم مللي يكبر… وكنحس براسي مقصرة معاه
  • سعد لمجرد: غادي ندير أغنية راب… ومازال غيثة ما حاملاش دعيو معانا
  • بسبب تعليق الرحلات الجوية.. سعد لمجرد يعلن تأجيل حفله في مصر
  • لأول مرة في تاريخه.. 4 أعمال كوميدية مرشحة للفوز بجوائز في مهرجان مكناس للدراما التلفزية
عاجل
الخميس 27 أبريل 2017 على الساعة 09:21

“بوطو” لكل مواطن!

“بوطو” لكل مواطن! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

لو لم تكن السياسة مع أهلها في واد والشعب مع همومه في واد آخر لما اضطرت “مي عيشة” إلى تسلق عمود في قلب الرباط والتهديد بالانتحار.
لا يهم من تكون “مي عيشة”، ولا يهم أصلها ولا عمرها ولا حالتها العائلية، ولا حتى مظلوميتها، المهم هو تلك النظرات المستسلمة اليائسة وهي على العمود، فلم يبد على ملامحها، حسب ما ظهر من الصور التي التقطت لها وهي أعلى “البوطو”، ما يظهر عادة على ملامح الغاضبين من نزعات عنف عابر أو دائم.
“مي عيشة” تعتبر نفسها ضحية، ورددت ما يفيد أن القضاء ظلمها وحرمها من أرض هي حقها، ولأنها وجدت الأبواب كلها موصدة “نزحت” إلى العاصمة، وصعدت، عن سبق إصرار وتخطيط، إلى أعلى “البوطو”، مطالبة بما تعتبره حقها.
لو تم الإنصات إليها، مهما كان مطلبها، ثلاث دقائق لما ظلت معلقة ثلاث ساعات في السماء يتوسل إليها المتجمهرون النزول و”لعن الشيطان”.
أياما قليلة بعد مأساة إيديا في تنغير، الطفلة التي ماتت في الظروف إياها ومات بعدها التضامن (الاستعراضي) معها واختفى أولئك الذين تبنوا قضيتها ذات ويكاند وفسحة، ظهرت “مي عيشة” على “بوطو” في الرباط، وبين الواقعتين كانت حادثة حمزة الدرهم وسؤاله (الفلسفي فعلا) إلى “موسيو لوكونستاتوررر”.
إنها ثلاث حالات تختزل المغرب وتناقضاته. بلا شعبوية ولا تعميم ولا سوداوية ولا إجحاف، هذا هو مغربنا، بقدر ما فيه مساحة شاسعة للأمل بقدر ما فيه ما يثير الحنق والقلق. هذا قول من باب الغيرة على البلد وليس إرضاء لحالة مرضية تسكن البعض، فلا بأس من تركيز النظر، بين الفينة والأخرى، إلى الجزء الفارغ من الكأس، أما إمعان النظر في الجزء الممتلئ فمضر للغاية ومن مضاعفاته إضعاف الرؤية وقد يتسبب في عمى “الأجزاء” (على غرار عمى الألوان) حتى يظهر الكأس كله ملآنا وربما يفيض، وهذا هو الوهم.
من باب الصدفة أن الحوادث الثلاثة المذكورة تزامنت مع تقديم التصريح الحكومي وشروع البرلمانيين في مناقشته. رئيس الحكومة وعد بما وعد، وأطلق العنان لـ”سوفاته”، والبرلمانيون حولوا منبري القبتين إلى “ميسانجر” و”واتساب” لبعث رسائل أحزابهم نحو كافة الاتجاهات، أما المواطن، المفروض أنه المعني أولا وأخيرا بما يجري حوله، فكاد يتحول إلى مجرد أرقام، كل يحاول استعمالها بما يخدم مصالحه.
لو كانت النخبة السياسية، ودون تعليق هذا الواقع السياسي البئيس على شماعة “مبنية إلى المجهول”، تلعب دور الوسيط بين المواطن وبين المؤسسات (على علاتها)، لما عايننا مشهد “مي عيشة” على امتداد ثلاث ساعات في قلب العاصمة، ولو كان هؤلاء يقومون بدورهم، في الإنصات على الأقل، لما احتج كثيرون. مع مرور الوقت تختفي الوسائط وينمو الخطر، والحاجة إذا كانت عند البعض أم الاختراع فهي عندنا أم الاحتجاج، و”الكرش يلا شبعات كتقول للراس غني ولكن يلا جاعت كتقول للفم غوت”.
“كبرها تصغار” صار شعار الكثير من المغاربة للفت الانتباه إلى قضاياهم، والاحتجاج صار يتكاثر يوما عن يوم، وأشكاله تتطور بشكل غير مألوف، وهذا يعني أن شيئا ما ليس على ما يرام، ومن باب اللغة الخشبية التي يتقنها الساسة وأهل الشأن هذا “إن دل على شيء فإنما يدل…” على أن “العام ماشي زين”، أو على الأقل، من باب التهوين، “حتى (عام) زين ما خطاتو لولة”.
انتباه من فضلكم…

#مجرد_تدوينة