• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الإثنين 17 يناير 2022 على الساعة 14:00

بلاصتهم فالسبيطار ماشي فالزنقة.. مطالب بالتكفل بالمرضى العقليين بعد جريمة “مول الشاقور” (صور)

بلاصتهم فالسبيطار ماشي فالزنقة.. مطالب بالتكفل بالمرضى العقليين بعد جريمة “مول الشاقور” (صور)

يجوبون الشوارع بثياب رثة وملامح أنهكتها ساعات الجولان الطويلة، ربما يشمئز من رؤيتهم البعض ويهابهم البعض الآخر، إلا أنهم في الواقع ليسوا غير مواطنين مغاربة عصفت الأمراض العقلية والنفسية بحياتهم، وأفقدتهم قدرة التمييز والتعامل الطبيعي حتى مع أقرب الناس إليهم، فباتوا يشكلون خطرا على أنفسهم وغيرهم.

ولعل واقعة ما بات يعرف بجريمة مول الشاقور في تزنيت، أعادت إلى الواجهة نقاشا ما كان يجب أن يُضمر خاصة بعد إغلاق “بويا عمر”، والذي لم يتم تعويضه بمستشفيات أو مصحات تأوي من كانوا يحتمون بين أسواره، ليتم الإفراج عنهم دون مواكبة ولا مراقبة، بل تعود سيرتهم دائما إلى الواجهة بعد ارتكابهم جريمة هنا أو هناك، فيندب الأخصائيون الحظ على ما كان “بويا عمر” وغيره من ملاجئ المرضى العقليين التقليدية، يحتوونه من أعداد عجزت المستشفيات ذات التعريفة اليومية التي تتجاوز الثلاثة آلاف درهم على استيعابها.

ما بعد “بويا عمر”

في تصريح لموقع “كيفاش”، قال رضا محاسني، الباحث والأخصائي النفسي، إن “الجريمة التي ارتكبها المريض العقلي في حق المواطنة الأجنبية في مدينة تزنيت، سلطت الضوء على جرح لم يتوقف عن النزيف منذ إغلاق “بويا عمر”، لافتا إلى أنه “لا يختلف اثنان على أن بويا عمر كان آفة اجتماعية حقيقية بفعل الممارسات اللا إنسانية والموحشة التي كانت تقع فيه، إلا أن الطامة الكبرى في إغلاقه هو أنه لم يتم التفكير في الأشخاص الذين كان يستوعبهم ولم يتم توفير مكان نظامي آخر لهم”.

وأبرز الأخصائي، أن “الأسر تعيش معاناة حقيقية مع أبنائها المضطربين عقليا، ما يدفعها في بعض الأحيان إلى التخلي عنهم لانكسارها أمام مرض لا حول لها ولا قوة أمامه”.

وأوضح الخبير النفسي، أنه “في ظل غياب ثقافة صحية، يتحامل البعض على هؤلاء المرضى النفسيين، وينسب لهم الجزء الأكبر من المسؤولية في عنفٍ يرتكبونه لا طواعية، ومن بين مظاهر هذا التحامل حسب ما عاين موقع “كيفاش”، تعليقات لرواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تصل حد الدعوة إلى انتحار المرضى النفسيين والاستهزاء بآفة اجتماعية تتجاوز خطورتها إدراك عقول البعض”.


العين بصيرة واليد قصيرة

وعن واقع بنيات الاستقبال والتجهيزات والأطر الطبية والأدوية، التي تقدمها المصحات العمومية على قلتها للمرضى النفسيين، أبرز محاسني ضمن التصريح ذاته، أنها “غير كافية”.

وتابع المتحدث في السياق ذاته، موضحا أن “مدينة الدار البيضاء على سبيل المثال لا تتوفر إلا على مستشفى خاص واحد للمرضى العقليين، تتجاوز تعريفة الليلة الواحدة فيه الثلاثة آلاف درهم”.

وشدد رضا محاسني، الخبير النفسي، على أن “مقاربة التعاطي مع هذه الآفة من الناحية الطبية والعلاجية يجب أن تكون شمولية، تأخذ بعين الاعتبار تكوين الأطباء والأطر التمريضية وإحداث مراكز حقيقية للكفل بالمرضى العقليين لحمايتهم بالدرجة الأولى من الأذى الذي قد يسببونه لأنفسهم، قبل حماية المجتمع مما قد يرتكبونه بلا وعي منهم”.

وفي تعليقهم على هذا الموضوع، أجمع عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك”، على “مسؤولية وزارة الصحة في توفير العنياة المناسبة للمرضى العقليين والنفسيين، بغض النظر عن إمكانياتهم المادية ومستواياتهم الاجتماعية”.


جريمة تزنيت.. ماشي بالضرورة إرهاب

أفادت مصادر أمنية بأن المتهم بقتل مواطنة أجنبية، بشاقور في تزينت، محاولا قتل أخرى في أكادير. يعاني من اختلالات ومشاكل نفسية وعقلية، وليس له أي ارتباط بمجموعات ذات طابع جهادي.

وفي الوقت الذي يعتقد البعض أن الربط بين الاختلال العقلي وارتكاب الجرائم والعنف خرافة لا أساس علمي لها، يدافع الباحثون والأخصائيون في مجال علم النفس عن أطروحة الجريمة وارتباطها الوثيق في أحيان عدة بمشاكل واضطرابات نفسية.

وقال الأخصائي النفسي، رضا محاسني، إن الفعل الإجرامي لدى المريض النفسي يمكن اعتباره آلية للدفاع عن النفس، إذ تتعدد أسبابه ودوافعه وفق هلوساته وهذيانه الذي دائما ما يكون محوره موضوع معين، سواء المرأءة أو الطفولة أو غيرها من شخصيات ومناحي الحياة الاجتماعية”.

وأبرز الأخصائي، أن المرض يتأثر بطبيعة وثقافة المريض، والأمر لا يتعلق بالضرورة بدوافع إرهابية”، مبرزا أن “تشخيص مرتكب الفعل الجرمي بالمرض النفسي يدحض كليشيه الإرهاب المرتبط بهكذا جرائم”.

خلفيات قضية “مول الشاقور”

وتعود تفاصيل هذه الجريمة المروعة، إلى إقدام المعني بالأمر أول أمس السبت (15 يناير) على قتل سيدة فرنسية عمرها 79 سنة، بضربة شاقور وسط السوق البلدي بتيزنيت، ليلوذ بعدها بالفرار نحو أكادير. إلا أن كاميرا إحدى المتاجر رصدت الجرم، قبل أن تقوم المصالح الأمنية بتحرياتها، ليتم تحديد هويته.

وبعد وصوله إلى شاطئ أكادير، أقدم المشتبه فيه على ارتكاب جريمة في حق مسنة بلجيكية على مستوى العنق والصدر بنفس الشاقور، الذي كان يخفيه داخل قفة بلاستكية.

ونجح عون سلطة رفقة القوات المساعدة المحلقة بالكورنيش، من اللحاق به وشل حركته، إلى أن التحقت عناصر الشرطة فقامت بتقييده، ونقله إلى مصالح الشرطة القضائية.

وقد تم نقل الضحية، التي تعرضت للاعتداء بينما تحتسي قهوتها في كورنيش أكادير، إلى مستشفى الحسن الثاني بالمدينة لتلقي الاسعافات الضرورية، فيما تبقى حالتها مستقرة.