امتنعت تونس عن التصويت لصالح قرار مجلس الأمن الدولي بشأن تمديد عمل بعثة “المينورسو” لمدة سنة إضافية، قبل أن تعود لترحب بالقرار، وذلك على لسان المستشار لدى رئيس الجمهورية، وليد الحجام.
وقال الحجام، في تصريح لـ”وكالة تونس إفريقيا للأنباء”، اليوم الجمعة (29 أكتوبر)، إن تونس “ترحب” بقرار مجلس الأمن الصادر اليوم، بخصوص تجديد ولاية البعثة الأممية في الصحراء، مؤكدا أن بلاده “تتمسك بعلاقاتها الأخوية والتاريخية المتميزة مع كل الدول المغاربية، كما تتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي” في تعاطيها مع ملف الصحراء.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية، قيس سعيد، أن تونس تعتبر الفضاء المغاربي “مكسبا هاما وخيارا استراتيجيا لا غنى عنه، وتحرص على تدعيمه بالتعاون مع كل الأشقاء في المنطقة، وذلك إيمانا منها بوحدة المصير، وبضرورة العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب”.
إقرأ أيضا:السفير هلال: مجلس الأمن أكد أن الحكم الذاتي يبقى وسيكون الحل النهائي والأخير للنزاع حول الصحراء
وبشأن ملف الصحراء المغربية، أكد الحجام “حرص تونس على تغليب لغة الحوار للتوصل إلى حل سياسي مقبول لهذا الملف، يعزز الاستقرار في المنطقة، ويفتح آفاقا واعدة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي ويدعم قدرتها على رفع التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية المشتركة”.
وأكد المتحدث على دعم بلاده “الكامل للجهود الدؤوبة” للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء، و”للدور الهام” الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء “المينورسو”.
وكان مجلس الأمن الدولي صوت، اليوم الجمعة، بالأغلبية، لصالح مشروع قرار يقضي بتمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة سنة أخرى، حيث صوتت لصالحه 13 دولة، فيما امتنعت روسيا وتونس عن التصويت.
وأشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالقرار رقم 2602 الصادر عن مجلس الأمن، والذي مدد بموجبه ولاية “المينورسو” لمدة سنة، معتبرا أنه “كرس المكتسبات التي حققها المغرب بفضل الانخراط الشخصي والمتابعة الدائمة لجلالة الملك محمد السادس”.
إقرأ أيضا: بوريطة: قرار مجلس الأمن مهم… وأجاب على مناورات البوليساريو والجزائر
وفي هذا السياق، شدد الوزير على أن القرار يقدم خمسة أجوبة مهمة على مناورات وتحركات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الموائد المستديرة، بمشاركة كافة الأطراف، تشكل الآلية الوحيدة لتدبير المسلسل السياسي، واستكمال هذا المسلسل بما يؤدي إلى حل واقعي، دائم ومتوافق بشأنه، ومسؤولية الجزائر في هذا المسلسل، و”الانشغال العميق” للمجلس بخصوص خرق وقف إطلاق النار، مضيفا “أننا نعرف الطرف الذي أعلن انسحابه رسميا من هذه الاتفاقيات”، وأخيرا مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأفق وحيد لتسوية ملف الصحراء المغربية.
