• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 على الساعة 09:49

برافو الاستقلاليين

برافو الاستقلاليين
يونس دافقير

يبدو لي الأمر مثيرا للدهشة، لكن وللإعجاب أيضا، إن الأحزاب المحافظة إيديولوجيا هي الأكثر حداثة تنظيميا، لقد شاهدنا كيف تفوق حزب العدالة والتنمية في تنظيمه الداخلي خلال مؤتمره الوطني قبل شهرين، وها نحن نعايش منذ أشهر الحدث الذي خلقه الاستقلاليون وهم يبدعون طريقة غير مسبوقة في تنظيم سباق المرشحين نحو منصب الأمين العام.

لنقل بداية إن في هذا السباق كل عناصر الفرجة والقدرة على جلب الاهتمام: تشويق يومي، هجوم وهجوم مضاد، عنف لفظي في الحدود المقبولة التي تحترم قواعد اللياقة والأدب، حل ثالث يظهر ويختفي، لجنة وساطة تنجح في خلق الانتظارات، تلويح بالانسحاب من السباق ثم إصرار على البقاء في مضماره… في كل يوم يجد المتتبعون في البيت الاستقلالي ما يستحق أن يكون مادة سياسية مثيرة.

إننا إزاء وصفة سياسية تكسر الجمود، وتعطي للسياسة الحزبية دينامية وإيقاعا تحتاجهما لتكون قادرة على إثارة شهية العموم. وفي هذه المرة، لا يحتكم الاستقلاليون إلى شبكة العلاقات ومخزونات التاريخ للحسم المسبق في من يكون كبير الاستقلالين، إننا نسمع خطابا جديدا يدور حول فكرة البرنامج، حول خطوات الإنجاز، ونسمع عن إبداعات في أدوات الاقتراع، وعن تنقية اللوائح الانتخابية الداخلية لتكون الهيئة الناخبة غير مطعون في شرعيتها…

وقد حقق الاستقلاليون الحدث غير المسبوق، لنر كيف أن الصراع حول الأمانة العامة لم يعد يحسم في الكواليس الرباطية والبيضاوية، كل الأقاليم والفروع الحزبية في جميع جهات المغرب كان لها موعد مع المتسابقين نحو القيادة، لقد تابعنا كيف انتقل حميد شباط وعبد الواحد الفاسي إلى جميع المعاقل الاستقلالية ليعقدوا لقاءات بالأعضاء ويعرضوا تصوراتهم ومواقفهم، يجيبون على الانتقادات ويوضحون مساحات الالتباس والغموض، قبل أن يلتئم الجميع في مجلس وطني هو الحدث السياسي الأبرز لنهاية هذا الأسبوع.

إصلاح السياسة في هذا البلد يحتاج لتراكمات نوعية، واستعادة الثقة في الأحزاب تحتاج لخطوات صغيرة الحجم لكنها كبيرة الدلالة، وما أقدم عليه الاستقلاليون من إبداع تنظيمي سيعزز ما راكمته الأحزاب الجدية من مكتسبات في البناء الديمقراطي الداخلي. وهو يقول لنا ببساطة إن الإصلاح الحزبي ممكن حتى وإن بدا أحيانا مستعصيا.