فرح الباز
الزمان؛ الساعة التاسعة والنصف صباحا، المكان؛ مقر ولاية الدار البيضاء، الموعد؛ انتخابات مكتب مجلس الجهة.
كل الأجواء أمام البناية، من رجال أمن وقوات مساعدة وصحافيين ومصورين، توحي بأننا على موعد مع حدث مهم.
في بهو الولاية، الأحاديث الدائرة بين الموجودين كانت عن توقعات وتوجهات التصويت، خاصة بين بعض أعضاء حزب الاستقلال، الذين تفاجأوا بقرار اللجنة التنفيذية القاضي بفك التحالف مع المعارضة.
حوالي الساعة العاشرة صباحا، انطلقت الجلسة، الجميع أخذ مكانه في القاعة، والبداية كانت بإجراء التصويت العلني لصالح المرشح الأول، مرشح الأغلبية، عبد الصمد حيكر، عن حزب العدالة والتنمية. طلب من أعضاء المجلس الراغبين في التصويت لحيكر أن يرفعوا أيديهم، وهنا كانت المفاجأة، منصف بلخياط، عضو حزب التجمع الوطني للأحرار لم يكن من بين المصوتين لحيكر.
وزعت أوراق التصويت على المصوتين، وبعد لحظات تم جمعها وعدها، ليحصل مرشح الأغلبية على 34 صوتا، وبعدها مباشرة انطلقت عملية التصويت لصالح المرشح الثاني، مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومرشح المعارضة، والتي انتهت بحصوله على 40 صوتا، من بينها صوت “خوكم منصف”.
هنا ثار غضب بعض البيجيدين الذين شرعوا في ترديد عبارة “هذه خيانة عظمى” و”سنواصل.. سنواصل”. بدوره محمد حدادي، القيادي في التجمع الوطني للأحرار، لم يستصغ قرار “رفيقه” في الحزب، خاصة بعد أن برر منصف تصويته لصالح بكوري بأنه “التزم بقرار حزبي”، الأمر الذي “رفضه” حدادي بالمطلق، ما كاد أن يؤدي إلى صراع بين “الرفقين” لولا تدخل حيكر الذي اعتلت ملامح النرفزة وجهه، وقال لحدادي إن بلخياط لم يكن يوما من التجمع الوطني للأحرار.
طيلة فترة انتخاب باقي أعضاء المجلس ظل “خوكم منصف” منهمكا في نشر تغريدات على حسابه في موقع تويتر وملامح التوتر والتيه تعلو محياه، وتظاهر غير ما مرة بأنه لم يسمع دعوات رئيس الجلسة بالتصويت على المرشح لمنصب كاتب المجلس ونائبه ولائحة الأعضاء، وكثيرا ما رفع يده للتصويت بعد تنبيه من قبل بعض الجالسين بقربه.
على هذا الوضع ظل منصف طيلة الجلسة، بينما تربع بكوري على كرسي جهة الدار البيضاء، وهو منشي بنصره، في حين ظل حيكر جالسا على مقعد في الصفوف الأولى يتابع عن كثب كيف سحب بساط البيضاء من تحت قدميه.
