أثار مقطع الفيديو الذي ظهرت فيه عميدة الكلية المتعددة التخصصات في آسفي، وهي ترقص على أنغام إيقاعات “الشعبي”، في حفل مقام داخل الحرم الجامعي، استياء النقابة الوطنية للتعليم العالي.
رقص العميدة
ووثق مقطع الفيديو، الذي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، لمشاهد من حفل أقيم بقاعة الندوات بالكلية متعددة التخصصات بأسفي، التابعة لجامعة القاضي عياض، يوم الجمعة الماضي (9 يونيو).
وظهرت عميدة الكلية في الفيديو وهي ترقص على أنغام موسيقى شعبية، رفقة أشخاص آخرين، أمام فرقة موسيقية من أربعة أفراد يعزف أحدهم ”الجرة”، فيما يضرب إثنان الدف وآخر ”التعريجة”.
صورة مسيئة
وقالت النقابة الوطنية للتعليم العالي، في بلاغ لها توصل به موقع “كيفاش”، إن مشاهد الرقص لعميدة الكلية “أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها صورة مسيئة للكلية المتعددة التخصصات بصفة خاصة، ولحرمة وقدسية الجامعة بصفة عامة، باعتبارها مؤسسة للتكوين وبناء المعرفة”.
وعبر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في آسفي عن استنكاره ورفضه “لمثل هذه السلوكيات التي لا تسهم سوى في تبخيس صورة المؤسسة، خاصة أنها صادرة عن رئيستها التي لطالما أشهرت ڤيتو ” On est pas riche” في وجه طلبات الأساتذة لاقتناء معدات بيداغوجية ومعدات المختبرات”.
واتهمت النقابة، عميدة الكلية المتعددة التخصصات في آسفي، بـ”عرقلت البحث العلمي بالمؤسسة عن طريق رفضها التأشير على العديد من مشاريع البحث العلمي التي بذل أصحابها من الأساتذة الجهد الجهيد لجلبها بشراكة مع مانحين أجانب”.
غاب النشاط العلمي وحضر “النشاط”
وقال مصدرو البلاغ: “تفاجئنا بحفل باذخ شاءت له العميدة أن يكون على شرف الأساتذة وتكريم الأساتذة وتشريفهم، كان أولى به أن يكون بتوفير ظروف اشتغال لائقة بهم”.
وأضاف البلاغ ذاته: “حفل بدون مناسبة تذكر بممون حفلات فاخر، وموائد مؤتتة، أقله أن يستنزف عشرات الآلاف من الدراهم من ميزانية مؤسسة جامعية هي في حاجة لكل شيء إلا لحفل باذخ على أنغام الوترة و الطعريجة، حفل على منصة قاعة صرفت على انشائها ملايين الدراهم لتكون منصة لنشر المعرفة، إلا أن عقلية من تسير غيبت عنها النشاط العلمي وحضر “النشاط” الذي على بساطة التعبير الدارجي المغربي شاط”، شاط وجال في كل ركن من أركان مؤسسة جامعية، ترى رئيستها اليد قصيرة على كل معدات الاشتغال، لكن ليس على الحفلات الباذخة وشاحنات مموني الحفلات التي لا تغادر الكلية”.
أش خاصك العريان.. خاتم آ مولاي
وانتقدت النقابة صرف ميزانية المؤسسة على “حفل باذخ في أرجاء كلية تفتقر لأبسط مقومات المؤسسة الجامعية، فلا صيانة للمرافق الصحية للأساتذة، لا ماء دائم الصبيب، لا معدات بيداغوجية حديثة للتدريس، لا صيانة لشبكة الكهرباء والإنارة بقاعات الدروس، لا طابعات، لا ورق، لا معدات للأشغال التطبيقية بالمختبرات، لا لوائح محينة للامتحانات، لا نتائج بلغت للطلبة في الأجال قبل الدورة الاستدراكية …لا ولا ولا ولائحة لآت لا تحصرها إلا مقولة “أش خاصك العريان… خاصني خاتم آ مولاي”.
وأوضحت النقابة الوطنية للتعليم العالي أن “ثلاث سنوات من ولاية العميدة قد انقضت، حصل فيها الشيء ونقيضه، مع درجة امتياز في تلميع صورتها الخارجية، وتجاهل الواقع الداخلي للكلية متعددة التخصصات، الذي يعرفه القاصي والداني”.
وختمت النقابة بلاغها بالقول: “تتزاحم العبارات وتتشابك، لكن سؤالا واحدا لا يغادر التفكير، ألا وهو “على أي بند من بنود ميزانية المؤسسة الجامعية الفقيرة وقع شغف الحفلات والنشاط يا ترى؟””.