أكد الملك محمد السادس أن النموذج المغربي، الذي يستمد مرجعيته من إمارة المؤمنين ومن المذهب السني المالكي، هو ثمرة جملة من الإصلاحات العميقة، الرامية إلى تحصين المجتمع المغربي من مخاطر الاستغلال الإيديولوجي للدين، ووقايته من شرور القوى الهدامة.
وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول الحوار بين الثقافات والأديان، الذي افتتحت أشغاله اليوم الاثنين (10شتنبر) في فاس، أبرز الملك أن هذا التحصين يتم من خلال “تكوين ديني متنور متشبع بقيم الوسطية والاعتدال والتسامح”.
وأبرز العاهل المغربي أنه من بين العناصر المهيكلة لهذا التوجه ميثاق العلماء لسنة 2008، وخطة الدعم للتأطير الديني المحلي، وتأهيل مدارس التعليم الديني وإصلاح المادة الدينية في المناهج الدراسية.
وشدد الملك على أنه ليس هناك فرق في المغرب بين المواطنين المسلمين واليهود، وأن المسيحيين العابرين أو المقيمين في المغرب كان لهم على الدوام الحق في إقامة شعائرهم الدينية في كنائسهم.
وأعرب الملك عن أمله في أن يشكل هذا المؤتمر اليوم “ردا قويا، ومواجهة جماعية لنزوعات التشكيك في القيم، وتحريف المرجعيات، والانطواء على الذات، والغلو وكراهية الأجانب، والتعصب والتطرف، وغير ذلك من أشكال الميز الأخرى”.