• مؤتمر منظمة العمل العربية.. السكوري يجري مباحثات مع وزراء والمسؤولين (صور)
  • المعرض الدولي للكتاب بالرباط.. توقيع دراسة حديثة حول المهاجرين المغاربة في ألمانيا
  • في الدار البيضاء.. المخرج وديع شراد يسلط الضوء على “السينما الإنسانية” (صور)
  • الدار البيضاء.. الأمن يُحقق في وفاة رضيعين في حضانة وينقل آخرين إلى المستشفى
  • بحضور نساء رائدات.. مؤسسة جدارة تجمع أكثر 300 شابة وشاب في نسختها السادسة
عاجل
الأحد 20 أبريل 2025 على الساعة 20:18

المعرض الدولي للكتاب بالرباط.. توقيع دراسة حديثة حول المهاجرين المغاربة في ألمانيا

المعرض الدولي للكتاب بالرباط.. توقيع دراسة حديثة حول المهاجرين المغاربة في ألمانيا

سيحتضن رواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الدورة ال30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، بالرباط، يوم الخميس(24 أبريل)، على الساعة الخامسة، توقيع إصدار جديد، بعنوان “هوية المهاجرين المغاربة وسؤال الاختلاف الثقافي في السياق الألماني: دراسة سوسيولوجية”، من تأليف ماجدة بوعزة، الإعلامية المغربية المقيمة في الديار الألمانية.

وتتوخى هذه الدراسة، الصادرة عن مؤسسة باحثون، والتي قام بتقديمها الأنثربولوجي المغربي د. عياد أبلال، فهم التجربة الهجروية للمغاربة الذين حلوا بألمانيا حديثا، بعد أن تبدد جزءٌ مهم من أحلامهم التي كانت من أهم محركات قرار الهجرة.

وحسب ما جاء في بلاغ اطلع عليه موقع “كيفاش”، ترسم الدراسة السمات الجديدة للهوية التي تتشكل عقب هذه التجارب، وذلك من خلال مقارنة التصورات القبلية مع التجارب الفعلية، وما تحدثه المواجهة مع الواقع الأوروبي المختلف من تفاعلات في ظل الاختلافات الثقافية المطروحة بين السياقين المغربي والألماني على مختلف المستويات.

كما تعتبر الإعلامية التي زاوجت في مسارها بين عملها الإعلامي وبحثها الأكاديمي على موضوع الهجرة واللجوء، أن كتابها هو محاولة لتسليط الضوء على تجربة هجرة المغاربة إلى ألمانيا التي تحاوطها التحديات الثقافية المرتبطة خاصة بالجانب الديني والقيمي، في محاولة لفهم تصورات تبناها المهاجرون اعتمادا على صور وتمثلات بُنِيَت حول الغرب عموما، تناقض أحيانا ما يعايشونه خلال خوض التجربة.

وقد جاء طرح موضوع هذه الدراسة، حسب مضمون الكتاب “في ظل التعقيدات المعاصرة التي تطال قضايا الهجرة والهوية الثقافية، وكمحاولة لفهم تجارب المهاجرين المغاربة ومدى انعكاسها على تشكل هوياتهم”. إن الأمر حسب الكاتبة “يحدث لدى فئة من المهاجرين انكسارات متفاوتة، يكون رد الفعل حولها محاولات لتعريف الذات من جديد، والبحث عن تشكيل هوية تعينهم على الاستمرار، إما بالتأقلم والمقاومة”.

الظروف التاريخية والاجتماعية

ووفق المدر ذاته، يركز المؤلف أيضا على إبرز الظروف التاريخية والاجتماعية المؤطرة لحركة الهجرة المغربية إلى ألمانيا منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم، وتحلل مدى انفتاح ألمانيا على المغرب، بصفة خاصة، كوجهة لجلب اليد العاملة، رغم التحديات السياسية والاجتماعية، المتمثلة خاصة في تصاعد اليمين المتطرف ومعاداة الإسلام، اللذان يعدان حجر عثرة في طريق الاندماج.

النقاشات السياسية والإعلامية والمهاجرون المغاربة

وتولي  الدراسة، أهمية كبرى لتأثير النقاشات السياسية والإعلامية على المهاجرين المغاربة، في محاولة للإحاطة بكل ما من شأنه المساس بهوية المهاجر المغربي وتغيير أفكاره والتأثير على قراراته. وحظيت تجربة هجرة المرأة المغربية إلى ألمانيا باهتمام خاص، إذ تعتبر الكاتبة أن “هجرة المرأة المغربية نحو ألمانيا، كانت مرتبطة في البداية بالتحاقها بالزوج الذي وصل إلى ألمانيا عاملا، فأثرت عليها بعد ذلك تغييرات شهدتها القوانين الألمانية المتعلقة بالهجرة وقوانين سوق العمل”.

الاستجابة للاحتياجات الواقعية للمهاجرين

وإن الدراسة، لم تقتصر فقط على تقديم رؤية أكاديمية، بل سعت أيضا إلى الاستجابة للاحتياجات الواقعية للمهاجرين المغاربة من خلال تقديم توصيات واستراتيجيات يمكنها أن تساعد صانعي السياسات العمومية والفاعلين في المجتمع المدني، على خلق بيئات أكثر احتواءً وتفاهمًا بين الثقافات المختلفة.

رؤية جديدة

وحاولت الكاتبة أن تساهم عبر مؤلفها تقديم رؤية تساعد على فهم الأثر السيكولوجي والثقافي والاجتماعي لتجربة مرحلة ما بعد الهجرة لدى مغاربة ألمانيا، حتى لا يتم التركيز مستقبلا، عند التخطيط لسياسات الهجرة، فقط على اندماجهم في البلد المستقبل، بل أيضًا على فهم القضايا الأساسية التي تؤثر في رؤيتهم لأنفسهم، وما يحمله ذلك من أهمية في فهم تفاعلاتهم وقراراتهم.

رحلة في مسارات الهجرة لألمانيا

وجاء في تقديم الأنثربولوجي د. عياد أبلال أن كتاب ماجدة بوعزة، يقدم رحلة شيقة في مسارات الهجرة المغربية في ألمانيا، بكل ما يقتضيه الأمر من منعرجات في جغرافيا الهوية والاندماج، والاقصاء والاستبعاد الناتجين عن سوء الفهم في المرجعيات والسياقات، حيث تلعب الثقافة دوراً كبيراً في تجسير الهوة بين الشعوب والانتماءات. ولعلنا نجد في التوصيات التي ينتهي بها هذا الكتاب خارطة طريق لتفعيل الحضور الحضاري والثقافي للمغرب في ألمانيا.

مسألة شديدة الخصوصية

وإذا كانت مفاهيم الإسلام، الغربة، الهوية، العادات والتقاليد، الذاكرة الجماعية من بين أهم المفاهيم المؤسسة لخطاب ماجدة بوعزة حول هجرة المغاربة، حسب الباحث عياد أبلال، فإنها تتقاطع عملياً مع عدد من الدراسات الفكرية والعلمية حول الهجرة، والتي تؤكد على أن مسألة الهجرة والمهاجرين ليست بالأمر البسيط، المتعلق بعمل واشتغال واستقرار المهاجينر بديار المهجر، بقدر ما هي مسألة شديدة الخصوصية والتركيب، بالنظر إلى كون لقاء المهاجرين بمواطني بلد الاستقبال، هو في العمق لقاء بين ثقافتين، أو أكثر، ولقاء بين حضارتين، أو أكثر، وهو قبل هذا وذاك لقاء بين أجساد وخصوصيات متباينة.