رد المفكر والفقيه المقاصدي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، على حملة “التنمر” و”السخرية” التي تعرضت لها لاعبة المنتخب الوطني المغربي النسوي، نهيلة بنزينة، بسبب الحجاب.
وأكد الدكتور الريسوني، أن “النقاش الدائر بين بعض الإخوة حول لاعبة كرة القدم المتحجبة نقاش مفيد ولا بد منه لتدقيق الفهم وترشيد التفقه”.
وقال الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في رد مقتضب الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسه، إن “الحديث عن حالة لاعبة معينة.. قد اخترقت وصمدت وارتقت، ولا علم لنا بما سوى ذلك، لا يسعنا إلا نقدر لها قدراتها وحفاظها على حجابها، وإعلانها الاعتزازَ به رغم التشويش والضغط”.
وأوضح الدكتور الريسوني أن أهم ما يستحق الاعتبار والتقدير لبنزينة هو اعتبارها الحجاب تكليفا من تكاليفها العينية، وباعتباره رمزا ولواء، له دلالات وإيحاءات إيجابية متعددة، تزداد رمزيتها وأهميتها وفوائدها بالنظر إلى طبيعة المجال والبيئة والجمهور، حيث توجد وتظهر وتشاهد هذه الفتاة المحجبة”.
وتابع أنه “قبل أيام سألتني سائلة عبر الواتساب عن هذه اللاعبة، وهل ذلك جائز؟ فأجبتها باقتضاب بهذه الكلمات: يمكن أن يقال: لا بأس، لا مانع.. لكن ماذا وراء ذلك؟ وماذا بعد ذلك؟ فالأمور بعواقبها ومجمل آثارها وانعكاساتها”.
وأضاف “هذا يعني أن الحالات لا تستوي؛ لأننا لا نحكم فقط على ما يجري في الملعب من تداريب ومباريات، بل على ما قبلها، وما بعدها، وما خلفها.. وتأثير ذلك على حياة اللاعبات وزواجهن وأمومته، ومستقبلهن في كهولتهن وشيخوختهن.. وهذا نقاش وتشاور عائلي لا بد منه قبل الإقدام”.
وفي تجاهل معلن لإنجاز اللبؤات بالوصول إلى مونديال السيدات في أستراليا، وتحقيق فوز تاريخي على سيدات كوريا الجنوبية عندما فزن عليهن بهدف نظيف، من توقيع ابتسام جرايدي، عكف البعض على تحليل لباس اللاعبة المحجبة بل ذهبوا إلى حد الإفتاء في مطابقته للشريعة الإسلامية.
ونظّر المعلقون على صور بنزينة في الحلال والحرام، وانتقدوا لباسها الرياضي معتبرين أنه لا يليق بالحجاب، غير أن الصحف العالمية وكبار مسؤولي الفيفا كان لهم تقدير آخر.
وفي فرنسا تحول خبر كون نهيلة بنزينة أول لاعبة محجبة في مونديال السيدات إلى موضوع جدل، لاعتبار أن مبادئ باريس تُخالف معايير الفيفا فيما يتعلق بارتداء اللاعبات للحجاب والرموز الدينية، حسب صحيفة “ليكيب”.
