• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 11 أغسطس 2013 على الساعة 20:34

إلى مصطفى العلوي

إلى مصطفى العلوي لمختار لغزيوي [email protected]
لمختار لغزيوي larhzioui@gmail.com
لمختار لغزيوي [email protected]

هل يحق لي أن أتضامن معك في وجه ما تعرضت له على الأنترنيت المغربي منذ أن أخطأت في نطق حرف واحد؟ هل يحق لمن كان مثلي “متخصصا” في نقدك باستمرار، عازفا عن طريقتك في الحديث. ومعتبرا إياها طريقة تنتمي للعصر الحجري البائد أن أقول لك إنني شعرت بكثير التعاطف معك، وأحسست بكثير السخط تجاه من أكلوا لحمك “افتراضيا” بتلك الطريقة المهينة والمخجلة والدالة على أعطاب في الذات لا يمكنك ولا يمكنني إلا أن نطلب للمصاب بها الشفاء ولا شيء غيره؟

أعتقد أن الأمر من حقي. أنت تعرف أنني لست من رواد مدرستك، ولست من المعجبين بها، ولو عدت إلى ما كتبته عن التلفزيون مثلما تجسده أنت طيلة الخمس عشرة سنة الماضية لوجدنا الكثير والكثير، ولضحكنا معا ونحن نتابع العبارات اللاذعة التي كنت أختارها باستمرار لكي أعبر عن رفضي التام لمدرستك في التعليق التلفزيوني الذي لم أعتبره يوما تعليقا تلفزيونيا، بل كان بالنسبة لي نوعا من أنواع “تبراحت” مما أكل عليه الدهر وشرب.

وأذكر مما أذكر أن أصدقاء لي ولك _ممن يمكن اعتبارهم “الطليعة الثورية” اليوم_ قد عابوا علي ما اعتبروه تركيزا مني على شخصك، وقالوا لي “مالك معاه؟ راه ضريف”. شرحت للزملاء حينها أن لا مشكل شخصي بيني وبينك، بل إنك من الناحية الإنسانية تروق لي _وقد اشتركنا في الانتماء لنفس المدينة وعرفت أناسا يعرفونك عن قرر مما مكنني من التعرف على جوانب عديدة منك قد يجهلها البعيدون_ لكن المسألة بالنسبة لي كانت تصورا للتلفزيون أعتقده منذ سنوات التسعينيات بل وقبل ذلك لم يعد قادرا على إيصال الرسالة، وأضحى مزعجا حد القيام بالنقيض من المطلوب منه أي الإساءة عوض الإحسان، والإضرار عوض جلب المنفعة، بل تعويضها بالمفسدة الكبيرة ودفع الناس إلى السخرية مما تقوله وتعبر عنه بتلك اللهجة الخشبية البعيدة عن عالم اليوم.

قال لي بعدها أناس أثق فيهم إن “طريقتك تعجب نوعا من الشعب يريد سماع “الهيبة” في كلماتك ويتوق للالتقاء مع (الخطبة) لكي يعرف أن المخزن موجود”. لم أقتنع لكنني تقبلت كلام الآخرين، وقد عودت نفسي على أن أسمع مبررات الآخر وإن كانت بعيدة بالنسبة لي عن المنطق لاقتناعي أن الديمقراطية هي القدرة على الإنصات للأصوات المخالفة لا للأصوات التي تساندنا في كل ما نقوله، وامتدت الحكاية وسارت وكنا نتذكرك بين الحين والآخر, فنبتسم بحزن ونقول “ألم يئن الأوان لكي يتغير هذا الإيقاع”. وكنا في الأحايين الأخرى نستل من برنامجك الحواري “حوار” بعض الفلتات التي كنت تصنعها، فنقول “ها هو قدر يبدل طريقتو فالمحاورة والكلام، علاش إذن مازال متشبث بالطريقة القديمة فالتعليق؟”. لم نكن نجد جوابا، فكنا نكتفي بقضاء الحاجة بتركها وانتظار يوم يهل فيه تلفزيون حقيقي على البلد.

ثم كان ما كان من هفوتك يوم حفل الولاء، وقد سمعناها مباشرة ولم نلق لها بالا لأن الأمر خطأ في التعبير قد يحدث لأي “منطيح” على سطح الأرض، وإعطاؤه أكثر من حجمه سيكون أمرا دالا على مشكل حقيقي لدى من يقوم بهذا الأمر، لولا أننا انتبهنا إلى أن ما اعتبرناه أمرا تافها وغير ذا قيمة وعابرا ويقع باستمرار لأي صحافي أمام الميكروفون، تحول إلى ضجة لا تبقي ولا تذر في الأنترنيت، وركب الراكبون والمركوب عليهم _وما أكثر بهلانهم هاته الأيام_ على المسألة لكي يحولوها إلى قضية الأمة الأولى، حد طرح السؤال بكل جدية فعلا “فين مشاو الأطباء النفسانيين فهاد البلاد وكل هاته الجموع من الحمقى مطلقة السراح في فايس بوك والتويتر؟”.

صراحة شعرت بالتعاطف معك، وشعرت بشيء يفوق الحملة ويتحول إلى السحل في الساحات العمومية؟ “لانشاج” من النوع الرديء لست المستهدف به، لكنك الوسيلة للعبور منه إلى ما يريد الكاذبون، ووجدتني رفقة مجموع من الزملاء نتساءل “كيف كان يعيب الديمقراطيون أكثر من اللازم على العلوي استعماله عبارة “المرتزقة” للتدليل على أعداء الوطن من أهل البوليساريو، وكانوا يعتبرونهم مخالفي رأي وسياسة، واليوم هاهم يصفونك بالكلمة بل وبكلمات أسوأ منها لمجرد أنك أخطأت في اللحظة الخطأ ومنحتهم فرصة الشماتة بشكل لا يفعله إلا الخسيسون حقا؟”

بالنسبة لي أنت أولا وقبل كل شيء زميل صحافي. نعم لك طريقتك في العمل وأختلف معها لكنني مع حقك في أن تشتغل وفقها ووفق ما تراه ملائما لك مع الحفاظ على حقي في نقدك، لذلك أبلغك عبارات تضامني الحقيقية والصادقة، ومعها عبارات الإدانة للصبيانيات التي تريد أن تمنع المغاربة من طرح نقاشات كبيرة وحقيقية لكي يصبحوا أسرى تفاهات أضحت مرعبة يوما بعد الآخر.