جواد الطاهري
عندما غادرا اليابسة كان البحر هادئا، وكما يقول البحارة دائما عن البحر “الداخل ليه مفقود والخارج منو مولود”، دخل “حسينة” هو وصديقه البحر، وهما معا ابنا منطقة عين السبع في الدار البيضاء، على متن مركب صيد متواضع، بحثا عن قوتهم اليومي.
فجأة “تقلب” البحر وأنتج أمواجا عالية، لم يقو مركب حسينة وصديقه على تحمل المد العالي لينقلب في عرض الساحل.
لم تنفع نداءات استغاثتهما ولا صراخهما من أجل النجاة، تشبثا بالقارب المنقلب رأسا على عقب، عله يخرجهما إلى بر الأمان، مات “حسينة” بعدما لم يقو على المقاومة، ولم تقو أطرافه على تحمل المياه الباردة، بينما استطاع صديقه البحار التشبث بالقارب إلى حين قدوم المساعدة.