• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 21 أغسطس 2013 على الساعة 11:23

أسرار القناة القطرية.. تأسيس الجزيرة والعلاقات (الحلقة 2)

أسرار القناة القطرية.. تأسيس الجزيرة والعلاقات (الحلقة 2)

 أسرار القناة القطرية.. تأسيس الجزيرة والعلاقات (الحلقة 2)

 

المختار الغزيوي

تركناها في الحلقة الماضية عند أسرار قناة لا تشبه بقية القنوات، تحولت إلى حزب سياسي مستقل بذاته، يصنع الرأي العام في المنطقة، وينفذ الأجندة المسطرة في الولايات المتحدة، والمرسومة بعناية في قطر من أجل تحكم كامل في الشرق الأوسط الجديد المراد رسمه.

الكثيرون لا يتذكرون بدايات الجزيرة أواسط التسعينيات، وأغلبية من يتابعونها لا يعرفون أن اختيار عناصر “بي بي سي” العربية آنذاك من أجل تكوين هذا التلفزيون الجديد كان اختيارا مدروسا بعناية فائقة. قبله كانت الفكرة تقول بأنه من اللازم العثور على وسيلة لكي يتحدث العالم العربي مع إسرائيل إعلاميا دون أدنى إشكال. صاحب الفكرة هو إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال، وطريقته للتنفيذ كانت واضحة من خلال مستشاريه الفرنسيين الإسرائيليين دافيد وجان فريدمان، أما لماذا “البي بي سي العربية بالتحديد، فيقول التاريخ الإعلامي أن هيئة الإذاعة البريطانية لا توظف بين عمالها إلا من ثبت للمخابرات البريطانية “إم أي 6” تعاونه أو على الأقل حياديته في كثير من الأمور.

لعب الأمير السابق لقطر حمد دور التغطية من أجل اقتحام قناة غير عادية للمشهد الإعلامي العربي، وانطلقت عملية المحاورة العربية الإسرائيلية عبر حكاية “نتصل الآن بمراسلنا في تل أبيب”، وحفظ المشاهدون العرب أسماء المدن الإسرائيلية وأسماء القيادات المدنية والعسكرية في الكيان الصهيوني. أكثر من ذلك أصبح عاديا أن تدخل كلمة تل أبيب الذهن العربي بعد أن كانت صعبة الاستيعاب أو الهضم، ولكن طموحات الأمير القطري التقطت بشكل جيد ونفعي التطور الذي أصبحت عليه قناة الجزيرة، وفتحت عينيه على جعل بلاده تلعب دورا أكبر من مجرد دور “الكوبري” أو “الجسر” من أجل إيصال صوت إسرائيل إلى المنطقة، وهنا تغيرت كل الأشياء.

في حياة القناة القطرية حيوات عديدة، أبرزها يوم فهم التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أن التلفزيونات الرسمية العربية كلها لن تسمح لصوت هذا التيار بالوصول إلى الشعوب مهما كان. المخطط كان واضحا يومها من خلال تقرب شيخ هو زعيم التيار فكريا يسمى الشيخ يوسف القرضاوي من الأسرة الحاكمة في قطر حيث كان يلقي دروسا في أهم مسجد بالعاصمة. تغير برنامج الشريعة والحياة عما كانه أول مرة وتحول من برنامج دعوي (توفي مقدماه الإثنان في حادثتي سير وسط العاصمة الدوحة لم تتضح معالمهما إلى الآن) إلى برنامج سياسي تنظيري للتنظيم العالمي.

كل أحد كانت جموع الإخوان تنتظر إطلالة يوسف القرضاوي التي عوضت تبادل أشرطة “الفي أش إس”ّ التي تتضمن دروسه ودروس أمثاله من رموز هذا التيار سابقا، ومرة أخرى هذه لم تكن إلا بداية الحكاية، فالجزيرة التي دشنت نفسها في قلب الصحراء الإعلامية العربية بدت بآفاق أرحب من تلك التي حركت إنشاءها الأول الذي أصبح صغيرا للغاية مقابل الدور الكبير الذي ينتظر هاته “القناة” في رسم معالم المنطقة ككل.

سنة 2004 سيموت دايفد فريدمان، وسيتولى القطريون المهمة بعده. يقرر الأمير السابق إطلاق عدة قنوات تابعة للجزيرة، ويلجأ لشركة “جي تراك” التي يعرف خبراء السياسة والإعلام أنها هي التي صنعت أغلب الأصوات التي تريد أمريكا رؤيتها في واجهة الأحداث في العالمين العربي والإسلامي. رئيس “جي تراك” في الدوحة كان ملزما بالمغادرة إلى مهمة أخرى، ولم يجد وهو يغادر العاصمة القطرية إلا إسما قادما من “صوت أمريكا” لكي يكلفه بمتابعة المسار الإعلامي والسياسي للجزيرة: وضاح خنفر.

سيرن الإسم في أذهان من لا يعرفونه دلالة التساؤل عنه، أما بالنسبة للعارفين فالأمور كانت واضحة: الرغبة جلية وثابتة في تكليف عنصر أمريكي إعلاميا إخواني سياسيا بتدبير المرحلة المقبلة للقناة الأبرز في العالم العربي. كان السؤال المرافق لهذا التعيين منذ تلك اللحظة هو: هل تهيء أمريكا لمنطقة إخوانية؟ بتعبير آخر: هل سيحكم الإخوان العالم العربي بعد سنوات قليلة من الآن؟

الإجابة كانت رائعة في رعبها سنة 2011، أي سبع سنوات فقط بعد تكليف العنصر وضاح بإدارة صوت الجزيرة في اتجاه العالم العربي، حين سقطت تونس وليبيا بين أيدي الإسلاميين بفضل الجزيرة وحين توجهت مصر وسوريا نحو المسار نفسه وإن بالتباس شديد بسبب قدرة البلدين والنظام القائم فيهما على مقاومة المد الأصولي إعلاميا وسياسيا وعلى الأرض.

حكاية أسرار القناة التي سميت في لحظة من اللحظات “علبة بريد بن لادن”ّ، بعد أن كانت القاعدة تخصها هي لوحدها بأشرطة الزعيم الإرهابي الشهير الموجهة إلى العالم هي حكاية لا تقف عند هذا الحد، لذلك لا مفر من مواصلة الغوص فيها خصوصا وأن الحكاية كلها فعلا هي حكاية ذو شجون.

غدا ونكملو..