تَمَّ تنسيق مواد هذا الشريط عن بُعد تحت إشراف محمد بديع البوسُني وذلك خلال فترة الحَجْر الصحي الذي انطلق بالمغرب يوم 20 مارس عقب انتشار وباء كورونا في بلدان عديدة من العالم
لم يعد في الأمر شكٌّ
في الحقيقة
نحن في بدء الخليقة
وثغاء الأبجدية
نتهجىَّ أفقَ القلبِ
ونستجديهِ
رداء الآدميةْ…
أيها الكونُ تمهَّلْ
علَّنا
نهرب منَّا إليك
علَّنا
نُخلفُ وعدَ الهمجية
غُفَّلٌ بين البقايا
حممٌ بين الشظايا
هكذا نحنُ
رهنَ البينَ بينْ
أزَلٌ ولىَّ
ولا… أبديهْ
مثل أطفالٍ أشقياءْ
أمنا ثكلتنا
هي بالثدي إلى فمنا
وعرايا نحن نجري
في البراري
كلصوص “الأزلية”
وإذن
لم يعد في الأمر سرٌّ
في الحقيقة
نحن في بدء الخليقة
وثغاء الأبجدية
كم أضعنا خطَّ عرضِ القلبِ
سهواً
وخطوط الطولِ
وخط الاستواءْ
ووضعنا كل نجمٍ تسامى
في غَيابات جبٍّ
فإذا في الجُبِّ مثوانا: غرباءْ…
سادة الكونِ أردناَ
صلفاً
فإذا بالكونِ
يعفينا
من الحب
ويرمينا
سجناءْ
أيها الكونُ تمهلْ
فرصةً أخرى
رجاءً
فرصةً أخرى…
أخيرة
ولك الأمرُ
إذا ما
أخلف الخلقُ الوصية
علَّ روح الروح تجثو
ركبتاها
كي ينال الورد وعداً
في الظهيرة
أيها الوردُ عذرا
أيها الماءُ عذراً
أيها النجم عذرا
أيها الكون عذرا
قد سلبنا دمَنا حمرتهُ
ووأدنا وردة الروح الأثيرة
فانتظرنا
أيها الحب قليلا
انتظرنا
لا تكلنا
لِعَمَانا
علنا نرفو شغاف القلب
من نور البصيرة
