يبدو أن الوضع ليس على مايرام داخل حزب العدالة والتنمية، الذي خرج بعض “قناديله وقنديلاته” ليشتكوا، فجأة، من التشهير، الذي احترفه، ومنذ زمن طويل، “كبيرهم” الذي علمهم السحر. كيفاش؟.
بعد سنوات من التزامهم الصمت السلبي اتجاه احتراف “زعيمهم” نهشَ المختلفين معه، والتحريض عليهم، وتعريض سلامتهم للخطر بكلامه وتصريحاته وتلميحاته، مشهرا سلاح التشهير في وجه كل من خالفه الرأي، خرج بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية لانتقاد التشهير!!.
وبأسلوب “التقلاز من تحت الجلابة”، وبمنطق “التشهير حرامٌ فينا وحلال في حق المختلفين معنا”، انتقدت تدوينات لأعضاء البيجيدي عضوا سابقا في الأمانة العامة للحزب دون ذكره بالاسم.
وكتب حسن حمورو، عضو المجلس الوطني للحزب: “لا سياسة.. لا أخلاق.. لا رصيد نضالي.. وكان عضوا في الأمانة العامة لحزب بحجم العدالة والتنمية!! أكل الغلة واحترف سب الملة.. وامتهن عض اليد التي ظل يقبلها ليصل إلى الغلة التي لم تكن سوى سقط متاع”.
وأضاف حمورو: “في الوقت الذي تبذل فيه الأمانة العامة التي تحملت مسؤولية إنقاذ الحزب، وعلى رأسها الزعيم الوطني الأستاذ عبد الاله بنكيران، جهودا جبارة ليعود الحزب لأداء واجباته الإصلاحية، وبمساهمة بعض القيادة التاريخية كل حسب تقديراته وزاوية نظره، يصر هذا المقصود بالصفات أعلاه على “التشويش من الداخل… وعبثا يحاول فلن يفلح في مسعاه لأن قطار العدالة والتنمية فاته.. بل داسه”.
وعلى نفس المنوال، سارت آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة للحزب، التي اكتشفت فجأة أن “أسوأ ما يمكن أن يحدث للمرء أن يطور سلاطة اللسان وفحش القول والوقاحة في السب والقذف والجرأة على أعراض الناس في التشهير بهم، حتى إذا عُرف بين الناس بقلة الأدب ونقص التربية باسم الشجاعة والصلابة المفترى عليهما”، وكأن بها تسترسل في وصف زعيمها في التنظيم.
وتابعت ماء العينين مهاجمة زميل الأمس عدو اليوم: “كسب تملق الضعفاء وأحاط به المرتجفة وأصحاب الهشاشة القيمية والأخلاقية ليأمنوا شره، ويبعدوا عن أنفسهم سياط بذاءته وقبحه غير أنه في قرارة نفسه يعلم أنه يفتقد لاحترام الناس، ويعلم أن ابتساماتهم الصفراء وكلماتهم المتملقة المتهافتة، لا تعدو أن تكون اتقاء لشره، هي ظاهرة تعري مشكلات نفسية معقدة لدى الطرفين الوقح والرعديد، وهي ظاهرة تتعاظم كل يوم في مواقع التواصل الإجتماعي وجب الانتباه إليها”.
ما يقع اليوم داخل البيجيدي ينطبق عليها صدقا المثل المغربي الدارج القائل: “باش قتلتي باش تموت”.