أثار تطبيق “روزيطا ستون” المعتمد في النظام الجامعي الجديد في المغرب، تساؤلات عدّة في الآونة الأخيرة، رغم هدفه الأساسي “النبيل” في توفير بيئة تعليمية مرِنة للطلاب وتلقينهم الأمثل للغتين الفرنسية والإنجليزية، إذ طالت الانتقادات أعطاباً تشوب التطبيق بين الفينة والأخرى، كما حصل في نهاية الأسبوع الجاري، خاصة وأن هؤلاء المتمدرسين مُطالبون بإتمام 30 ساعة من التعلم الإلكتروني، أي 15 ساعة لكل من اللغتين الفرنسية والإنجليزية في كل أسدس دراسي.
وتتمثل الفكرة الأساسية من وراء هذه المبادرة، في تحسين مهارات الطلاب اللغوية، بعد إجراء اختبار بسيط على مستوياتهم، إلا أن الواقع يكشف عن العديد من الإشكاليات التي تعيق استفادة عدد منهم من هذه المنصة، ومن أبرز المشكلات التقنية التي يواجهها طلابٌ لجؤوا إلى منصات التواصل الاجتماعي للحديث عنها، صعوبة الولوج إلى التطبيق في بعض الأحيان، إضافة إلى إشكالية يواجهها بعضهم بعدم احتساب الوقت الذي يقضونه في التعلم بشكل كامل ودقيق.
وأشار بعض الطلاب، في تعليقاتهم وتدويناتهم إلى أنهم قضوا ساعات طِوال في تصفح التطبيق، لكن في النهاية، يتم احتساب دقائق فقط، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا النظام الإلكتروني، علاوة على ذلك، يعاني بعض الطلبة من عدم وضوح الإرشادات الخاصة بكيفية الانتقال من مرحلة تعلم لغة إلى أخرى، ما يزيد من تعقيد تجربتهم التعليمية على المنصة.
وعلى الصعيد المنهجي، يعترض الكثير من الطلاب على تداخل ساعات التعلم عبر “روزيطا ستون” مع الدروس الحضورية في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، فضلا عن المواد الأخرى التي من المفترض أن يتقلقنوها، مما يخلق ضغطًا إضافيًا عليهم.
فإلى جانب 30 ساعة من التعلم الإلكتروني، يلتزم الطلاب بحضور أربع ساعات أسبوعية من الدروس الحضورية لكل من اللغتين. هذا التداخل بين الطريقتين يسبب إرهاقًا للطلاب الذين يجدون صعوبة في التوفيق بينهما، مما يدفع البعض منهم إلى تفضيل التعليم الحضوري على استخدام التطبيق، وبعض الطلاب اقترحوا أن يتم تخفيض عدد ساعات التعلم عبر التطبيق أو تمديد فترة إتمام الساعات المطلوبة.
ورغم هذه الانتقادات، يظل تطبيق “روزيطا ستون” خطوة إيجابية نحو تحسين مستوى الطلبة في اللغات الأجنبية، إذ يقدم لهم وسيلة تعلم مرنة وسهلة الاستخدام. ومع ذلك، من الضروري إيجاد حلول للتحديات التقنية والمنهجية المطروحة، مثل تعزيز التنسيق بين الوسائل التعليمية المختلفة (الرقمية والحضورية) وضمان تفاعل أكثر سلاسة بين الطلبة والتطبيق، إذا تم معالجة هذه الإشكاليات، يمكن أن يتحقق الهدف الرئيسي للمبادرة في تطوير مهارات الطلبة اللغوية بشكل أكثر فعالية.