في الوقت الذي يبدو فيه من المنطقي أن يصطف المغاربة قاطبة، موالون ومعارضون، وراء دعوة المملكة لفرنسا لاسترجاع أرشيف المناضل المغربي محمد عبد الكريم الخطابي، أحد أبرز قادة الحركات التحررية بالعالم وقائد المقاومة المغربية ضد الاستعمار الإسباني والفرنسي. خرج علينا صوت نشاز “موسى دونات” يسمي نفسه ناشطا ريفيا، يطالب باريس بعدم الاستجابة لمطلب الرباط.
والحال أن كشف أرشيف حرب الريف والمقاومة في شمال المغرب، بوسعه رفع اللبس عن مزاعم الجمهورية في تلك الحقبة، وتعرية مجموعة من الترهات التي نسجت في ظل شح التأريخ الدقيق والرصين للمرحلة.
ولأن غباء “موسى دونات” النضالي، يحفز فيه معارضة كل خطوة للمغرب ليظهر في ثوب البطل المعارض.. جعله يكون فريسة سهلة لأعداء المغرب، ليتم تجنيده في مهمة ممارسة التشويش.
وتأتي شطحات دونات، على خلفية دعوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، نهاية يناير الماضي، الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي لرفع السرية عن أرشيف عبد الكريم الخطابي.
وأفاد بيان المجلس بأن رئيسته آمنة بوعياش “وجهت عن طريق السلك الدبلوماسي مذكرة كتابية، للأرشيف الدبلوماسي الفرنسي التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية، تحث من خلالها على أهمية استرجاع المغرب لأرشيف المرحوم محمد بن عبد الكريم الخطابي”.
وأضاف أن “استرجاع أرشيف الخطابي يدخل في إطار جهود الحفاظ على الأرشيف الوطني والذاكرة المغربية الجماعية”.
وأوضح بيان المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن “مراسلة المجلس جاءت دعما لطلب في الموضوع سبق أن وجهته مؤسسة أرشيف المغرب، للأرشيف الدبلوماسي، من أجل استرجاع الوثائق الأصلية للمرحوم عبد الكريم الخطابي التي توجد بحوزتها، بعد أن استحوذت الجيوش الفرنسية عليها سنة 1926”.
ⵜⵓⵣⵏ ⵜⵏⵙⵙⵉⵅⴼⵜ ⵏ ⵓⵙⵇⵇⵉⵎ ⴰⵏⴰⵎⵓⵔ ⵏ ⵉⵣⵔⴼⴰⵏ ⵏ ⵓⴼⴳⴰⵏ ⵢⴰⵜ ⵜⴱⵔⴰⵜ ⵉ ⵜⵏⴱⴰⴹⵉⵏ ⵥⵍⵉⵏⵉⵏ ⵏ ⴼⵕⴰⵏⵚⴰ ⴰⴼⴰⴷ ⴰⴷ ⴷ ⵙⵙⵓⵖⵓⵍⵏⵜ ⵍⴰⵕⵛⵉⴼ ⵏ ⵓⵅⴰⴼⵓⵕ ⵄⴱⴷ ⵍⴽⵔⵉⵎ ⵍⵅⵟⵟⴰⴱⵉ https://t.co/QA5cDEf61I
— Human Rights Morocco (@CNDHMaroc) January 28, 2022
وتابع البيان أن “الأرشيف الوطني، علاوة على قيمته الرمزية، له أهمية بالغة، في توطيد دولة الحق والقانون وفي قراءة الأحداث التاريخية، خاصة ما يتعلق منها بتاريخنا الراهن”.
ويعد الخطابي من أبرز قادة الحركات التحررية بالعالم، حيث قاد المقاومة المغربية لهزيمة المستعمر الإسباني في معركة “أنوال” عام 1921.