منذ ظهرتَ في أول شريط فيديو، يدعو إلى التظاهر يوم 20 فبراير من العام الماضي، ويبسط المطالب: دستور ديمقراطي، ملكية برلمانية، حل الأحزاب، إسقاط الحكومة، حل الأحزاب…، وللتاريخ سخرت حينها من كل ما قلت، وبالطريقة التي قلت بها ما قلت، قبل أن أنتبه إلى أن ما كل شيء بعيد مستحيل… منذئد أتابع خرجاتك وتصريحاتك وأفعالك. أحيانا أقول أصاب، أحيانا أقول أخطأ، وأحيانا أكتفي بالتأمل وانتظار الخطوة المقبلة، وأحيانا أقول: الله يهدي هاد أسامة وخلاص.
يوم قررتَ وعزمتَ الانضمام إلى حزب الأصالة والمعاصرة فرحتٌ بما قررت وبما فعلت، ليس تعاطفا مع هذا الحزب، فبيني وبينه مسافة مثل تلك التي تفصلني عن الأحزاب الأخرى، ما التحى منها وما كان بدون، وإنما لأنني قدرت بأن شابا في حزب أفضل من مائة في الشارع، أما حين يكون هذا الشاب قادما من الشارع، والقصد حركة 20 فبراير، إلى حزب تختلف زوايا نظرنا إليه، فالأمر جيد جدا.
ما يعجبني فيك يا أسامة هو هذا الحماس الكبير، تطلب وتطلب وتطلب… وليس في مقدور أحد أن ينكر أنه لولا جرأتك، التي اعتبرتها في بداية الأمر وقاحة وتفاهمة وقلة تجربة، ربما ما خرجت 20 فبراير إلى الشارع، وحتى إن كان الأمر حدث بدون “نزقك” فأنت صاحب “الأصل” بما أنك سبقت الجميع إلى الأمر.
الآن، وقد تشتت السبل بمن التقى معك أو التقيت معه في بداية الطريق، صرت أرى فيك الشاب الذي يرغب في السير بأكثر من سرعته.. يقول كلاما أحيانا لا يقنع، وهذه قمة الخطر.
دعك من المعارك الفارغة فلها أهلها ممن قد تجهل ما يدور في خواطرهم. دعك الشاب الذي لا يخشى في قول لومة لائم. كن طاقة جديدة في الحزب القديم، ولا تجعل الحزب يمتص طاقتك. كن روح 20 فبراير أينما حللت وارتحلت.
كن أسامة الخليفي الذي كنت.
تحياتي.. أو تشاو تشاو.