عبر نشطاء وحقوقيون أمازيغ عن سعادتهم بالقرار الملكي القاضي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب، واعتبروه قرار “تاريخيا حكيما” ومبادرة لـ”إنصاف الأمازيغية”.
قرار تاريخي وهام
ووصف الصحافي والكاتب الأمازيغي، عبد الله بوشطارت، قرار الملك محمد السادس بـ”التاريخي”، موردا: “في البداية نشكر الملك محمد السادس على هذا القرار التاريخي والهام، والذي ينتظره عموم الأمازيغ والمغاربة منذ وقت طويل”.
واعتبر الباحث في الثقافة الأمازيغية، في تصريح لموقع “كيفاش”، أنه “بهذا يكون جزء من المطالب الاستراتيجية للحركة الأمازيغية قد تحققت، كالدسترة ورأس السنة الأمازيغية”.
وأوضح بوشطارت أن “على الحكومة والفاعل السياسي الآن أن يدركوا جيدا عمق هذا القرار، وأن يتفاعلوا معه بجدية للانخراط في مسلسل الاعتراف الأمازيغية ومأسستها، بعد أن تم تسجيل تراجعات غير مفهومة في ورش تدريس الأمازيغية وإدماجها في الإعلام وكل مناحي الحياة العامة”.
مواصلة إنصاف الأمازيغية
ووصف الصحافي والحقوقي، عمر إسرى، القرار الملكي بـ”الحكيم”، لافتا إلى أنه “مبادرة جديدة تنضاف إلى قرارات ملكية عبقرية شجاعة، في اتجاه ترسيخ الوحدة من داخل التنوع”.
وقال إسرى، في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “لا يمكن إلا أن نفتخر بالإرادة الملكية في اتجاه تقعيد “تمغربيت”، الهوية الجماعية الموحدة للمغاربة، وري جذورها الأصيلة وتثمين مكوناتها وروافدها”.
واعتبر الصحافي الأمازيغي أن “مواصلة إنصاف الأمازيغية يندرج حتما في نفس التوجه، والإقرار الملكي الرسمي بالسنة الأمازيغية هو كذلك اعتراف بتاريخنا الطويل غير المجزء، الذي يمتد إلى آلاف السنين”.
شكرا يا حامي الوحدة الوطنية
ومن جهتها قالت الحقوقية والبرلمانية، خديجة أروهال، في تعليقها على القرار الملكي: “مبروك لكل مكونات الحركة الامازيغية بالمغرب وللمغاربة عبر ربوع المملكة وخارجها المكتسب الجديد الذي ناضلنا من اجله سنوات طويلة”.
وأضافت أروهال، في تدوينة على حسابها على الفايس بوك، “وأخيرا صاحب الجلالة يتفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدى عنها… شكرًا جلالة الملك حامي الوحدة الوطنية”.
وأعلن بلاغ للديوان الملكي، مساء اليوم الأربعاء (3 ماي)، أن جلالة الملك محمد السادس تفضل بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب.
وأكد البلاغ أن جلالة الملك أمر بجعل هذه العطلة مؤدى عنها؛ على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.
وفي هذا الإطار، يضيف البلاغ ذاته، أصدر الملك محمد السادس توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي.
ويأتي هذا القرار، حسب الديوان الملكي، “تجسيدا للعناية الكريمة التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.
