كانت الساعة تشير إلى حوالي الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين (16 ماي)، في مقر المركز السابع لتكوين المجندين التابع للبحرية الملكية، في مدينة بنسليمان، حيث بدأت أفواج من المرشحات للخدمة العسكرية يتوافدن على المركز.
في هذا المركز، كغيره من مراكز تكوين المجندين، تم الشروع في عملية انتقاء وإدماج المجندين للخدمة العسكرية، وهي العملية التي ستمتد إلى غاية 27 من ماي الجاري.
الاستقبال
بخطوات ثابتة ونظرات ملؤها الأمل، تتقدم فتيات تراوحت أعمارهن ما بين 19 و25 سنة، صوب مكتب الاستقبال، حاملات بأيديهن أوامر التجنيد (استدعاءات) التي توصلن بها مسبقا، وكذا حقائبهن، جاهزة لخوض اختبارات الأهلية.
هن فتيات وصلن من مدن بن سلميان والمحمدية وبرشيد وسطات وسيدي البرنوصي وسيدي بنور، وقفن في طابور أمام “مكتب الاستقبال”، الذي جرى تجهيزه بالقرب من إحدى بوابات المركز، وتجرى فيه عملية التحقق من استدعاءات المرشحات للخدمة العسكرية (أوامر التجنيد)، والتأكد من هويتهن.
بعد ذلك تم توجيههن مباشرة إلى مكتب “تنظيم النقل”، الذي جهز هو الآخر أمام إحدى بوابات المركز، وتجرى فيه عملية التحقق من مكان قدوم المرشحات، ووسيلة النقل التي اعتمدهن للوصول إلى المركز، والتي وضعتها رهن إشارتهن إدارة الدفاع الوطني، بشكل مجاني، قصد تسهيل تنقلهن إلى مراكز الانتقاء.
أزيد من 2100 مترشح للخدمة العسكرية
غير بعيد يقف الليوتنان كولونيل، نوفل البقالي، الذي يتابع رفقة عدد من مسؤولي المركز، أطوار العملية عن كثب.
ويقول الليوتنان كولونيل، في تصريح لموقع “كيفاش”، إنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يشرف المركز السابع لتكوين المجندين، ابتداء من اليوم إلى غاية 27 من ماي الجاري، على استقبال 2107 مرشحين للخدمة العسكرية، من بينهم 142 عنصرا نسويا”.
هؤلاء المرشحون، يضيف المتحدث، قادمين برسم التجريدة 37 من مختلف عمالات جهة الدار البيضاء سطات”، مشيرا إلى أن المركز استعد لعملية الانتقاء عبر تجهيز مجموعة من الأوراش”.
وشدد كذلك على أنه تم “تجهيز المركز بجميع المقومات، البشرية واللوجيستيكية، الضرورية، لتمر عملية الانتقاء في أحسن الظروف”.
ورشة المراقبة وورشة التسجيل
مرفقات بالاستدعاءات وبطائق التعريف، تخطوا المرشحات للخدمة العسكرية أولى خطواتهن داخل المركز السابع لتكوين المجندين.
اصطففن أمام “ورشة المراقبة”، بعد أن وضعن أمتعتهن جانبا ليتم افتحاصها من قبل كلاب مدربة.
قمن بتسليم استدعاءاتهن، لتتم إعادة مراقبة وتفتيش أمتعتهن والتحقق منها، ومباشرة بعد ذلك يتقدمن صوب “ورشة التسجيل” حيت يضعن مجموعة من الوثائق الرسمية التي طلبت منهن (البطاقة الوطنية للتعريف ونسخة من عقد الازدياد وشهادة مدرسية ونسخة من الدبلوم المحصل عليه، إذا ما توفر ذلك)، لينتظرن بعدها دورهن للدخول إلى وحدة “الفحص الطبي”، حيت سيخضعن للفحوصات الطبية الشاملة.
الفحص ولجنة الانتقاء
داخل وحدة “الفحص الطبي”، تتقدم المرشحات، واحدة تلو الأخرى، لإجراء الفحوصات اللازمة، والتي تشمل اختبارات البصر، وقياس الطول والوزن، وقياس الضغط الدموي، قبل أن يُعرضن على طبيب المركز لإجراء مزيد من الفحوصات الروتينية للتأكد من خلوهن من أمراض أو موانع صحية.
تحمل المرشحات للخدمة العسكرية تقاريرهن الطبية ويتجهن صوب قاعة “لجنة الانتقاء”، اللجنة التي تضم ستة أعضاء، ويرأسها قائد الحمية العسكرية، الكولونيل ماجور، خالد بزيوي.
تنظر “لجنة الانتقاء” في ملفات المرشحات لتحسم في قرار رفضهمن أو قبولهن لاجتياز الخدمة العسكرية.
“فرصة لا تعوض”
ولم تخفي أميمة، إحدى المرشحات اللواتي تم قبولهن ودمجهن ضمن الفوج المقبل للمجندات في الخدمة العسكرية برسم السنة الجارية، سعادتها باجتياز اختبارات الأهلية بنجاح.
وتقول أميمة، في تصريح لموقع “كيفاش”، “هادي فرصة لا تعوض وغتفتح ليا آفاق”، مؤكدة أنها تسجلت بصفة تلقائية في موقع الخدمة العسكرية وتوصلت بالاستدعاء من طرف الدرك الملكي.
وأضافت المجندة الجديدة: “نقدر ناخد ديبلوم اللي غيحلي ليا آفاق، ويعاوني فحياتي ودراستي”، مسترسلة: “كان عندي فكرة من قبل على التجنيد، وشوقوني على أنني نلتحق”.
هاجر أيضا، وهي مجندة حديثة، من الدار البيضاء، قالت في تصريح لموقع “كيفاش”، “تسجلت عند مقدم الدرب، وملي تقلبت جا عند جاب ليا الاستدعاء، تسجلت بإرادتي ورغبة فالخضوع للتجنيد”.
يشار إلى أن عملية انتقاء وإدماج فوج المجندين برسم التجريدة 37 ستستمر إلى غاية يوم 28 ماي الجاري، في مختلف وحدات ومراكز الاستقبال التابعة للقوات المسلحة الملكية، وسيتم من خلالها انتقاء 20 ألف مرشح قادر على أداء الخدمة العسكرية، من بينهم 1800 أنثى.
