نحن شعب مغضوب علينا. نحن هم “المكرفصين” في الأرض. ورغم كل هذا لا يدخر بعض السياسيين والفنانين جهدا في تعذيبنا بأقوالهم وأفعالهم وقراراتهم وفنهم، إن جاز أن نسمي ما يفعلون سياسة أو فنا…
استضفت أخيرا المخرج محسن البصري بمناسبة إصدار فيلمه الجديد القديم “المغضوب عليهم”، عن قناعة أن مهاجمة فيلم قبل مشاهدته، كما فعل الشيخ عبد الله النهاري، منكر وذنب سنسأل عنه يوم الحساب.
محسن أكد أنه لم يسء للإسلام في الفيلم. هنا أتفق معه كامل الاتفاق، لكنه أساء للسينما بفيلم يمكن أن يكون أي شيء إلا فيلما سينمائيا. استغل فيه إسم محمود عبد العزيز للترويج له، وهذا الأخير انتحل دور الشيخ حسني الكفيف في فيلم “الكيت كات” حين تبنى هذا الشيء.
ساعتان وأنا مغضوب علي. أحاول تحمل المستوى التقني للفيلم وإكراه نفسي على إغلاق فمي وسط القاعة التي كثرت فيها الأحاديث الجانبية بسبب ذلك الملل اللعين.
إن ما شاهدته كارثة سينمائية استغلت الدين والشيخ النهاري من أجل الترويج لفيلم لا يقدم جديدا ولا إبداعا فنيا (وهذا حكمي كواحد من الجمهور فحسب)، وفي بعض الأحيان ظننت أن الكادرور شادو بوتفتاف، وكاتب السيناريو عديم الخيال. أما النقط المنيرة في الفيلم فهو الفنان الجميل أمين الناجي، وأغنية لناس الغيوان، والتي تعبر عن موقف المخرج في مناقشة موضوع الإرهاب.. راه يحوم وا هاه راه يحوم كيف الطوير.
فالمرجو من المخرجين ما يحوموش وما يستغلوش الدين في الترويج لأفلام إن شاهدها رجال الدين المنتقدون سيضحكون على غبائهم حين هاجموا سينما لم يروها.
وفي رواية أخرى، وبلا تحوام، هذه السينما وسينما “البايرا” تعبر عن مستوى الأغلبية من جمهور المصفقين، فدامت لكم هذه السينما.