أثار توجيه مؤسسة تعليمية خصوصية في مدينة المحمدية إنذارا عن طريق محامي إلى أسرة تلميذ يتابع دراسته لديها بسبب التأخر في أداء واجبات التمدرس، جدلا واسعا في على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك.
وقامت مؤسسة “بيثاغور جونيور” الخاصة بتوجيه رسالة إنذار إلى والي أمر تلميذ يدرس في المؤسسة، عبر مفوض قضائي، مهددة باللجوء إلى القضاء في حالة عدم أداء واجبات التمدرس.
وأمهلت المؤسسة ولي أمر التلميذ 15 يوما من أجل تسوية وضعيته المالية تجاهها، “مع حفظ حقها في مقاضاتكم من أجل أداء الواجبات المستحقة، وكذا التعويض عن التماطل والضرر الناتج عن الامتناع التعسفي”، حسب ما ورد في المراسلة/ الإنذار.
بين مؤيد ومستنكر
الخطوة التي أقدمت عليها المؤسسة أثارت جدلا واسعا على موقع الفايس بوك، وقسمت نشطائه بين مؤيد لهذه الخطوة ومستنكر لها.
وجاء في إحدى التدوينات: “راه هاذو عيقو كثر من القياس اوا سنين وهما كيحلبو فالبسطاء وماقادين يصبرو عليهم شهرين وعلى القراية زينة ديالهم غير اللي شاد الباك كيعيطو ليه يضحك على ولاد الناس”.
وأضاف مدون آخر: “ليس من حقهم ولكن لقاو السيبة فهاد البلاد… يقولون هم مقاولة خاصة يبيعون خدمة مزيان ولكن فين هي الخدمة المتفق عليها؟؟ لماذا إذن المطالبة بالأجر كاملا؟”.
بينما دون ناشط آخر: “ما فهمتش الانسان باغي يقري ولادو فالمدارس الخاصة بالمجان؟! الدراسة لم تتوقف أصدقائي والمعلمون يتقاضون أجورهم بشكل عادي ويدرسون عبر الإنترنيت. من يدرس إبنه ب3000 أو 5000 درهم شهريا لا شك أنه ميسور الحال؛ بلا ما يجي يتباكى لأنه يريد أن يميز أبناءه عن ابناء الشعب المزاليط؛ فليتميز و يؤدي ما عليه بلا بكا بلا شكا. راه حتى واحد ما جبرو يقريه هناك”.
وفي السياق ذاته، أضاف آخر: “من حقهم وأمر عادي جدا، مادام التلاميذ كيقراو عن بعد فمن واجب أولياءهم أداء مستحقات المدرسة، راها مقاولة ماشي مؤسسة خيرية.. واللي بغا يقري ولادو فابور يديهم للمدرسة العمومية وبلا ما يبقى يبان على عباد الله”.
المؤسسة: تابعنا مصاريف
ومن جهتها أكدت إدارة المؤسسة أنها مع بداية أزمة كورونا وتطبيق الحجر الصحي قامت بعدة إجراءات لصالح أباء وأولياء أمور التلاميذ، من قبيل الإعفاء التام من مصاريف النقل والمأكل والحضانة، مع الاستمرار في أداء عملية التعليم عن بعد “باحترافية و مهنية”، حسب ما أكده مصدر من الإدارة في تصريحات لموقع “كيفاش”.
وأضاف المصدر ذاته أن الإدارة “تدرس بشكل يوميا، منذ بداية الأزمة، ملفات الأسر المتضررة، وتتعامل بشكل مرن مع كل ملف على حدى، وتم التجاوب مع جميع الملفات”.
وقال المصدر ذاته: “من توصلوا بذلك الإشعار لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص، وهم يدعون تمثيل جمعيات الآباء، وقبل مراسلتهم عقدت معهم الإدارة اجتماعين، وطالبتهم بتزويدها بملفهم المطلبي والوثائق التي تثبت تضررهم من أزمة كورونا”.
واسترسل المصدر ذاته: “ماجابوش لينا لائحة بأسماء الآباء وأولياء الأمور اللي كيمثلو، وما جابوش لينا وثائق كتبين تضررهم من الأزمة، وفاش قلبنا لقيناهم فيهم ناس ما مخلصينش شهر يناير وفبراير يعني حتى قبل ما تبدا الأزمة”.
من توصلوا بالإنذار، يضيف مصدرنا، “هم أقلية تدعي الضرر، وتبث أنهم ميسورين، وفيهم أطباء وصيادلة وقشدة المجتمع، وهادو ما جاو خلصو ما جابو ملفاتهم للي كتبين أنهم تضررو، ما جابوش ملفات للإعفاء الكلي أو الجزئي من الأداء”.
وتابع المصدر ذاته: “المنطق كيقول المؤسسة من حقها تتخلص، خاصة أنها عندها مصاريف، إضافة إلى أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ما قبل لينا ولا ملف حالة من عندنا، والاحتياطات ديال المؤسسة سالات، وعندنا أطر تربوية ومرافقات وعمال وسائقين… كلشي خاصهم يتخلصو”.
وأكدت إدارة المؤسسة أنها واصلت عملية التعليم عن بعد، ولا زالت، موضحة أنها أجرت استطلاع رأي أظهر أن أغليية الأباء وأولياء الأمور مقتنعون بالخدمة التي قدمتها المؤسسة طيلة هذه الفترة.
وقال المصدر ذاته: “المؤسسة واصلت برنامجها التربوي طيلة هذه الفترة وغنديدرو الاختبارات النهائية للتلاميذ رغم أنها غير مطلوبة (بناء على بلاغ وزارة التربية الوطنية)، باش نعرفو مستوى التلاميذ واللي باقي ناقص فشي حاجة نخدمو معاه أكثر”.
